النقد الفني يصنع الأزمات
الإعلامي محمود الجلفي
محمود الجلفي
لا شك أن كلمة ناقد فني أصبحت تمثل أزمة، وتصنع العديد من المشكلات، وتواجه هجوم شديد من كافة الأشخاص بالوسط الفني، سواء على مستوى الإنتاج أو التمثيل أو غيره، فكلما يخرج أحد النقاد مبديا رأيه في عمل فني معين، وتوجيه نصيحة أو حديث سلبي عن العمل، يخرج عليه جميع أفراد العمل بالهجوم، حتى وصل الأمر للتطاول والتجاوز الأخلاقي، واستخدام صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن العمل، وحسابات زائفة تكتب آراء إيجابية وتسعى لجعل العمل لم ينتج مثله من قبل.
ويعتقد البعض أن هذه الآراء صحيحة، ولكن في الواقع هي حملات مدفوعة، فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، هي المحرك الأساسي للرأي العام، وأصبح انتشار العمل عبرها، هو المؤشر الأساسي للنجاح، حتى وإن جاءت التعليقات سلبية، ودون النظر للرسالة التي يقدمها العمل، أو ما سيحققه من تأثير على المجتمع.
في الوقت ذاته بدأ بعض الشباب التعبير عن آرائهم من خلال صفحاتهم عبر «السوشيال ميديا»، فلو كان الرأي إيجابي نجد الفنان يدخل ليقوم بالتعليق على المنشور، ومدح الشخص الذي كتب في حقه الرأي الإيجابي، أما إذا جاء الرأي سلبي فيقوم بمهاجمته من خلال الحرب الإلكترونية، وعمل حملات ممنهجة لإغلاق صفحاته، في كبت واضح وصريح لحرية الرأي والتعبير.
لم يقف الأمر عند هؤلاء الشباب، بل تطرق الأمر لكبار النقاد الفنيين، أصبح يتم توجيه اتهامات لهم، ووصفهم بكلمات غير لائقة، وعمل حملات مدفوعة لتلميع العمل الفني، والهجوم لا يقف عند هذا الحد، بل يخرج كل من يرغب في الدخول في عالم «التريند»، ويتحدث محاولًا توطيد علاقته بنجم العمل الحادث عليه الهجوم.
وتطور الأمر حتى أن هناك بعض الأشخاص الراغبين في العودة على الساحة الإعلامية، بتوجيه آرائهم عن أعمال فنية، متعمدين الحديث السلبي، بهدف تزويد غضب محبي العمل، وتحقيق الهدف وهو «التريند»، والعودة للأضواء من جديد، ويتلقى العديد من التعليقات الهجومية وسط سعادة بتحقيق الهدف الذي كان يسعى له.
فهل يستمر شبح «التريند» وقوة «السوشيال ميديا» في تدمير الفن بمصر؟، وهل تستمر سياسة مهاجمة كل ناقد وكل متحدث برأي سلبي؟، الأمر أصبح أشبه بالمهزلة التي حتما ستجعل المستوى الفني في تدني دائم، فلو قرر كل ممثل الاستماع لرأي الجمهور والسعي لتطوير نفسه وذاته سيتغير الوضع تماما.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً