د. وليد عتلم يكتب.. الشباب في المنتدى الحضري
الدكتور وليد علتم
حضور لافت ومميز للكيانات الشبابية وأعضائها على مدار الشهور والأسابيع الماضية؛ فعاليات متعددة ومميزة تعبر عن واقع جديد لتمكين الشباب، واقع مؤسسي يجني فيه الشباب ثمار التمكين التي زرعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة السياسية منذ 2014. وتستمر وزارة الشباب الآن عبر السيد وسام صبري، مساعد وزير الشباب للكيانات الشبابية، في رعاية تلك النبتة الوطنية لصالح شباب مصر أولا وأخيرا.
أهم ما يميز الكيانات الشبابية هي عودة الروح مرة أخرى لنمط التنظيمات الشبابية الذي افتقدناه منذ الخمسينيات والستينيات وما تلاها من عزوف كبير للشباب عن المشاركة السياسية والمشاركة في الشأن العام.
مع اتحاد تنظيم الكيانات الشبابية عاد الشباب للمشاركة مرة أخرى، لكن هذه المرة على أسس وطنية غير مؤدلجة في إطار تنظيم مؤسسي وطني يعمل على إرساء أسس ثابتة لمشاركة الشباب الحقيقية والمتعمقة، عبر التركيز على تعزيز قدرات الشباب من خلال تنمية المهارات القيادية وتحسين الاتصال، والتأكيد على القيم التي أقرتها القيادة منذ يونيو 2014، والتي تتخذ نهجًا شاملاً لتنمية القيادة الشبابية يمزج بناء القدرات السياسية والاقتصادية مع تدريبات التنمية الشخصية والإرشاد، ورفع وتحسين مستوى الوعي والمدركات من جانب، وتعزيز القدرات السياسية تقنيا من جانب آخر.
والأهم أن اتحاد تنظيم الكيانات الشبابية عمل على مراعاة واحتواء اختلافات الشباب المصري، ثقافتهم وتوجهاتهم، وحتى اختلاف أهدافهم وتنوع طموحهم، واحترام ذلك على كافة المستويات وطنيا ومحليا، وبالتالي الإتحاد يوفر مظلة وطنية لإدارة هذا التنوع، وذلك الاختلاف، بما يعمل على تبادل الدروس والخبرات لإثراء مشاركة الشباب البناءة بشكل أفضل، وبالتي أصبحت مشاركة الشباب من خلال الاتحاد أكثر تنظيما، والاهتمام الشبابي بالشأن العام أضحى أكثر فاعلية وتأثيرا.
لو أن هناك إنجازا مفضلا لي من إنجازات دولة 30 يونيو الوطنية، لقلت هو "تمكين" الشباب والتأسيس لهذا التمكين على الوجه الأكمل، الشباب أراد التمكين؛ سياسياً، اقتصادياً، واجتماعياً. والدولة قدمت تمكين إيجابي وحقيقي، كامل وفاعل للشباب المصري.
الكيانات الشبابية في المنتدى الحضري
استكمالا لمسيرة المشاركة المتميزة والفاعلة للاتحاد وكياناته الشبابية، كان حضور الكيانات الشبابية في الدورة الـ 12 للمنتدى الحضري العالمي لافتا، والمنتدى هو أكبر فاعلية دولية تعني بالتنمية المستدامة، مشاركة وتنظيما ساهم شباب وأعضاء الكيانات الشبابية في إظهار الوجه الحقيقي للشباب المصري، وأن مصر تمتلك كوادر شبابية على أعلى مستويات التدريب والتنظيم، قادرين على إدارة وتنظيم كافة الفاعليات الدولية والخروج بهذه الصورة المشرفة للدولة المصرية.
لكن نعود للوراء قليلا، ونسأل من أين أكتسب الشباب تلك المهارات والقدرات التنظيمية؟ الإجابة وبشكل مباشر؛ من إصرار القيادة السياسية على الاهتمام بتوفير تدريب حقيقي للشباب يتناسب وواقع ومتطلبات العالم الحديث فكانت الأكاديمية الوطنية للتدريب، وكان البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، ثم إقرار الدولة نمط المؤتمرات الشبابية وطنيا ودولياً، والحفاظ والاهتمام بحضور رئاسي لدعم تلك المنتديات، والأهم إصرار الرئيس والقيادة السياسية على أن يدير وينظم تلك المنتديات الشباب المصري، الذين أصبحوا تواليا مكون أصيل من تنظيم وحضور الفاعليات الرئاسية والدولية.
لو أن هناك رسالة من المنتدى الحضري العالمي، تكون هي مدى وعي الشباب المصري والكيانات الممثلة لهم بقضايا التنمية، وهو ما يعكسه المشاركة الفاعلة في نحو أكثر من 600 جلسة نقاشية وحوارية متنوعة. عرضوا فيها مختلف آرائهم وأفكارهم، وكيف يرون نموذج التنمية المصري المستدام، ومدى التطور الذي أصبح عليه العمران المصري من بنية تحتية ومدن متطورة تعكس تحول حضاري كبير.
كما أن توصية المنتدى الثالثة التي جاءت تحت عنوان "الدعوة إلى تمثيل منهجي ومستمر للجهات المحلية على جميع المستويات" والتي ركزت على دور الشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة وضروريته بالنسبة للعمل المحلي، وتوطين أهداف التنمية المستدامة. وهو ما يعكس رؤية مصرية خالصة فيما يتعلق بتمكين الشباب والمرأة، وكيف أنهم مكون رئيسي وأصيل في عملية التنمية. وليس أدل على ذلك أن الحضور المصري في المنتدى أغلبه من شباب وأعضاء الكيانات الشبابية المختلفة.
هكذا امتلك الشباب المصري الخبرات والوعي، لآنهم أخيرا وجدوا من يثق بهم ويؤمن بقدراتهم وهذا جوهر التمكين الحقيقي. هو واقع جديد للشباب لذلك؛ شكرا لصاحب رؤية التمكين وراعيها الأول الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشكرا للقائمين على تنفيذها في كافة الجهات والمؤسسات، ولتحيا مصر بشبابها.
أخبار ذات صلة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً