الشيخ خالد حسن يكتب.. شهداء وإن رغمت أنوف
الشيخ خالد حسن
لقد عنى الإسلام كل العناية بالإنسان وحقوقه، بل وجعل عقوبة على من يتعدى على أخيه الإنسان، وجعل لمظالم العباد ديوانًا يوم القيامة، يقتص كل من له مظلمة من الذي ظلمه أو جار عليه، حتى وإن كان على غير ديننا الحنيف، الذي أمر بعدم المظالم بين البشر جميعهم.
وقال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - (ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)، انظروا إلى قول رسولنا الكريم الذي يحافظ على الإنسانية كلها، يدعونا في حديثه الشريف بعدم الظلم وعدم الجور حتى وإن كان من أهل الكتاب، بل وجعل الخصومة بينه وبين من يظلم أحدا منهم يوم القيامة، بل وحرم الدم والعرض والمال على أن ننتهك شيئًا منها.
حيث قال - صلى الله عليه وسلم - (كل المسلم على المسلم حرام، ماله ودمه وعرضه)، وإن كل من يموت دون ماله فهو شهيد، ومن يموت دون عرضه فهو شهيد، ومن يموت دون أهله فهو شهيد، ومن يموت دون وطنه فهو شهيد.
انظروا أيها الذين تدعون إلى الإنسانية والإنسانية منكم براء، تنادون بالحريات وأنتم من سلبتموها بأفعالكم المشينة من (خراب وحروب ودمار وانتهاك للحريات والأعراض)، ليس من يدافع عن وطنه إرهابيًا كما تنادون فقد فُضح أمرُكم بين العالم بما فعلتم من أفعال الهمجية والقضاء على السماحة والإنسانية.
وهنيئًا لكم يا من تدافعون عن أوطانكم وأراضيكم، فأنتم قد فزتم بالشهادة وقد ربحت صفقتكم مع الله، الذي اشترى منكم أنفسكم وأموالكم وأعطاكم ثمن البيعة، وما أعلاه ثمن وهو الجنة يقول سبحانه في كتابه الكريم في سورة التوبة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚوَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚوَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، فأنتم شهداء، وإن رغمت أنوف، وهم الذين نشروا الإرهاب ودعموا أسسه وقواعده، وقضوا على العالم المتمدين بهمجيتهم وتسلطهم.
(اللهم اكتب النصر لأهل غزة واجعل كيد أعدائهم في نحورهم)، (واللهم احفظ جيشنا واجعله درعًا حاميًا لنا وللعرب).
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً