الإثنين، 28 أكتوبر 2024

04:24 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

فريدة الشوباشي تكتب.. البريكس خريطة العالم

فريدة الشوباشي

فريدة الشوباشي

A A

اتجهت أنظار العالم الي مدينة قازان الروسية، التي تشهد اجتماع دول البريكس، أي التجمع الدولي الجديد الذي يؤسس لعالم يحقق العدالة والتعاون بين الدول، التي عانت كثيرا من غيابهما.

الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن بوضوح تام مظالم النظام العالمي الحالي وكيفية الخروج منه إلى عالم متعدد الأقطاب، يستطيع تصويب الوضع السائد والذي سمح لدولة واحدة، هي الولايات المتحدة الأمريكية بشل جميع  المؤسسات الدولية، بالفيتو الرهيب، ومن ثم تفشي الفوضى التي تمارسها دولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان، دون رادع، حيث يتصدى الفيتو الأمريكي لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيره، فيعطل أي قرار من شأنه تحقيق العدالة وإنفاذ القانون.

لقد شرح الرئيس السيسي وجهة نظر مصر، التي تحذر العالم من تقويض جميع القوانين الدولية والإنسانية، في مرحلة من أصعب مراحل التاريخ الإنساني حيث يشاهد العالم عاجزا عن اتخاذ أي قرار، حرب الإبادة التي تشنها الدولة الصهيونية، بدعم أمريكي كامل، ضد الشعب العربي الأعزل في غزة والضفة الغربية وفي لبنان وسقوط آلاف الضحايا، تحت مزاعم واضحة باستهداف "الإرهابيين" وهو الوصف الصهيوني للمقاومة، أى أن المطلوب هو رضوخ أي شعب محتل، لطلبات الدولة المحتلة والتي يترأسها شخص لا يولي القوانين الدولي والإنساني منها أدنى احترام، بل يقوم يوميا بالمزيد من العدوان والقتل، حتي بلغ عدد الضحايا خلال عام من الحرب ما يفوق مئة وخمسين ألف قتيل وجريح، إضافة إلى من لا يزالون تحت أنقاض مساكنهم التي هدمتها إسرائيل بالقصف الوحشي.

لقد تحدث الرئيس السيسي، عن أهمية التعاون بين الدول، لتحقيق حياة أفضل لشعوب العالم، والتركيز على مساعدة الدول النامية على النهوض بشعوبها نهوضا يخدم البشرية ويحقق الرفاهية لأبنائها، والتوسع في الاستثمار للقضاء على آفة البطالة، ولكن الرئيس السيسي، حذر من مغبة تجاهل حرب الإبادة الدائرة ضد الفلسطينيين واللبنانيين، التي لن تقتصر تداعياتها على أبناء المنطقة، بل سيعاني منها العالم بأسره.

وقد اطلع الرئيس قادة العالم الذين شاركوا في قمة البريكس علي مخاطر استمرار الحرب وازدراء إسرائيل، بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا وماليا، واقتنعوا جميعا مع إشادة الكثير منهم بموقف مصر على جميع الأصعدة، المفاوضات مع نظيره الإيراني شاهد على صدقه بصدد حل جميع المشاكل بالتفاوض والتفاهم وأنه يعني كل كلمة نطق بها في اجتماعات قمة البريكس واقتنع كبار القادة ورؤساء الدول النامية بصواب رأيه بضرورة إرساء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وإسدال الستار على فصل دموي عانت منه الإنسانية جمعاء لنحو قرن من الزمان بانفراد بعض الدول بتعطيل أي إجراء دولي عادل أو مقر بحق الشعوب، في أبلغ صور الديكتاتورية، وقد زرع الرئيس السيسي الأمل في إقامة العدل والتعاون وإنهاء حالة الحروب الوحشية التي أدمت قلوبنا، وهو ما أشاد به قادة الدول المشاركة في البريكس، التي ستدخل التاريخ بصفحة ناصعة البياض.

search