المهندس أحمد الباز يكتب.. مصر وقمة البريكس وحوافز تنتظر الاقتصاد
المهندس أحمد الباز
تأتي مشاركة مصر في تجمع دول البريكس والتي تعقد خلال شهر أكتوبر في روسيا ليمثل إضافة نوعية غير مسبوقة ومحفز رئيسي لاقتصاد المصري، خاصة أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تجمع البريكس تمثل خطوة تاريخية تعزز مكانة مصر الدولية، خاصة بعد انضمامها كعضو رسمي في هذا التجمع الهام، وتؤكد التزام مصر بتعزيز التعاون.
تجمع البريكس يمثل فرصة مهمة للتعاون مع دول ومنظمات دولية مؤثرة لتحقيق التنمية المستدامة، واللقاءات التي يعقدها الرئيس السيسي مع عدد من رؤساء الدول المنضمة للتجمع تؤكد حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع القوى الدولية المؤثرة لبحث ما تشهده المنطقة من أحداث وكيفية مواجهة هذه التحديات.
وتمثل قمة بريكس أهمية كبرى لمصر لأنها تضم أعضاء بريكس، الدول والمنظمات الدولية المؤثرة والصديقة للتجمع، وهو ما يجعل اجتماعات "بريكس" تعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة أنه يهدف لتشكيل نظام اقتصادي عالمي جديد لا يعتمد على الدولار في المقام الأول ويشجع العملات المحلية.
القمة المنعقدة في روسيا تحمل فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بلدان التجمع، التي تملك رؤية جيدة في زيادة معدلات النمو في وقت قياسي، وهو ما يجعلها تجربة هامة يجب على مصر الاقتداء بها، لتجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة.
ما يميز هذه القمة هو أن كبار دول العالم منضمين في تجمع بريكس وعلى رأسهم روسيا والصين والبرازيل والهند وهذه دول من كبرى اقتصاديات العالم، وهو ما يجعل انضمام مصر لتجمع بريكس يعود بمكاسب اقتصادية عديدة من الممكن أن نحققها من خلال هذا التحالف الاقتصادي من خلال زيادة حجم التبادل التجاري، بجانب إتاحة أكثر للقروض الميسرة والتمويل الخاص بعملية التنمية وإتاحة أكثر للتمويل لعملية التحول الأخضر، في ظل التحديات الجديدة التي فرضتها التغيرات المناخية.
قمة البريكس في روسيا التي يحضرها الرئيس السيسي ليست فقط اقتصادية بل تتضمن الشق السياسي في ظل التصعيد داخل المنطقة، الذى قد ينتهى بوقوع حرب شاملة تزيد من المعاناة الإنسانية الشعوب العربية، وتفاقم الوضع الاقتصادي في البلدان النامية المجاورة لها، مما يستلزم توحيد الموقف إزاء انتهاكات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والتوصل إلى حل سلمي قادر على ردع نتنياهو ومخططاته التوسعية والانتقامية التي أشعلت المنطقة وتهدد أمنها واستقرارها.
الرئيس السيسي من خلال حضوره تلك القمة يحمل معه رؤية مصر الواضحة لتطوير العمل متعدد الأطراف على الساحة الدولية، خاصة أن هذا التجمع يشكل منصة قوية لتعزيز التعاون بين الدول النامية، بما يساهم في تحقيق توازن أكبر في الهيكل المالي العالمي ويعطي صوتًا أقوى لهذه الدول في المحافل الدولية، كما أن قمة البريكس تدعم الاقتصاد المصري وتعزز موقعه كواحد من الأسواق الواعدة في القارة الأفريقية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً