الأربعاء، 23 أكتوبر 2024

11:48 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

تامر أمين يكتب.. «لعبة عض الأصابع»

تامر أمين

تامر أمين

A A

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قديما لو تذكرون عندما كنا أطفال كنا نلعب لعبة عض الأصابع وهي لعبة من ابتكار الأطفال أنفسهم للمنافسة على القدرة على تحمل الألم وذلك عن طريق أن يضع كل طفل إصبعه تحت أسنان الآخر وكل منهما يضغط بقوة ومن يصرخ  أولا ويسحب يده يكون هو المستسلم وبالتالي الخاسر.
 

‏هذا هو الحال تماما يا سادة فيما يتعلق بالصراع الدائر حاليا بين إسرائيل وإيران والذي تحول في الأسابيع الأخيرة إلى مواجهة مباشرة تنذر بطبول الحرب.


‏فما يحدث الآن هو حالة تكسير عظام بين الطرفين وصلت إلى أعلى مستوياتها ‏في الكر و الفر ‏ولكن هذه المرة استهدافاً لقمة الهرم وليس القواعد كما تعودنا ،فنجد إسرائيل تستهدف قيادات حماس وحزب الله وهما كما تعلمون جميعا الأذرع العسكرية والسياسية للجمهورية الإيرانية وبالفعل استطاعت إسرائيل أن تغتال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ثم تغتال خليفته وخليفة خليفته، ‏كما أنها نجحت في الأسابيع الأخيرة في استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران نفسها ثم منذ أيام استطاعت التخلص من يحيى السنوار القيادي الذي أرهق  إسرائيل لسنوات طويلة بالمقاومة والعمليات المسلحة، ‏وهنا ظنت إسرائيل وتوهمت أنها أجهضت أي قدرة للحركتين على المقاومة أو الرد أو حتى التماسك، ولكن فوجئت إسرائيل وفوجئنا جميعا ‏بنجاح المقاومة في الاشتباكات البرية الدائرة في جنوب لبنان أو حتى في غزة هذا بالإضافة إلى العملية النوعية المؤثرة التي قامت من خلالها مسيرة انقضاضيه باستهداف قاعدة عسكرية في بنيامينا بالقرب من مدينة حيفا مما أسقط العشرات من القتلى والجرحى وصولا إلى محاولة استهداف أحد مقرات رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه بنيامين نتنياهو في مدينة قيسارية ولكنه لم يكن موجودا هناك وقت العملية وهي بالطبع إشارة قوية معناها أن حزب الله ومن ورائه إيران قادر على الرد بل واستهداف رأس الدولة  الإسرائيلية مما أعاد إلى الإسرائيليين ذكريات ومشاعر الخوف والرعب لهجمات 7 أكتوبر العام الماضي والتي ما زالت جرحا غائراً في الجسد الإسرائيلي حتى اليوم وسيبقى لسنوات.
 

‏كل هذه التطورات تعتبر في رأيي مقدمات للمواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، بعدما أصبحت التربة خصبة تماما لاندلاعها في أي لحظة خصوصا مع عزم إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية على إجهاض المشروع النووي الإيراني في أسرع وقت ممكن قبل أن يكتمل و يمثل تهديدا كبيرا على الوجود الإسرائيلي كله وهو ما تفطن إليه طهران تماما وتحاول إرجاء الحرب لأطول  فترة ممكنة حتى يكتمل المشروع النووي وتكون وقتها في أمان من التهديد الإسرائيلي الأمريكي.
 

‏السؤال الآن هل ستمهل إسرائيل وأمريكا خاصة إذا ما فاز ترامب بالانتخابات الأمريكية إيران الوقت حتى يكتمل المشروع؟ أم سيتم توجيه ضربات استباقيه لمقرات المفاعل النووي الإيراني؟
‏الإجابة على هذا السؤال هي التي ستحدد الموقف في منطقة الشرق الأوسط بالكامل، إذا كنا على أعتاب حرب عالمية ثالثة أم لا . 
الله وحده هو العالم وهو الستار.

search