الأحد، 24 نوفمبر 2024

12:13 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

علاء عصام يكتب.. تهديدات إسرائيل للنفط الإيراني "سلاح" أمريكي لحصار الصين

علاء عصام

علاء عصام

A A

تتعدد جبهات الصراع حول العالم منذ عامين تقريبا، حيث حرب دائرة بين روسيا والناتو في المحيط الأوروبي، وحرب شرسة ومعقدة في منطقة الشرق الأوسط بين الكيان الصهيوني وشعبينا في فلسطين ولبنان، وفي كل مرة تشتد الأزمة، نشاهد خلف ساحة الحروب، سيناريوهات تتحقق من خلالها الأهداف الاستراتيجية الأمريكية.

فمن خلال الحرب الروسية الأوكرانية تبحث أمريكا عن إرباك الفاعلين في أوروبا الغربية وتركيعهم لتحقيق أهداف المشروع الرأسمالي الأمريكي، بعدما شاهدنا محاولات استقلالية من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وعدد من دول أوروبا، تستهدف عدم الانصياع الكامل للسياسات الأمريكية عموما وخاصة المالية والاقتصادية منها.

وعلى الجانب الآخر، تحقق أمريكا أهداف استراتيجية أخرى، تضمن خلالها إضعاف روسيا وتحقيق أعلى قدر من الخسائر الروسية اقتصاديا وعسكريا وجغرافيا، وطبعا تقف أمريكا خلف المحيط لتبيع السلاح الأمريكي وتتحكم في الاقتصاد الأوروبي اكثر فأكثر.

وكما تعودنا يكون التحرك الأمريكي الهدف الأساسي منه حصار المنافس الصيني، ومن خلال الصراع الأوروبي تضيق أمريكا الخناق علي الاستثمارات الصينية، التي اكتسحت أوروبا في العشرة أعوام الأخيرة، مما جعل الصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم باحتياطي نقدي يتجاوز 17 تريليون دولار، والذي حققت أغلبيته من مبيعاتها في السوق الأوروبية ثم أمريكا، ولأن الأخيرة تستطيع أن تقاوم المنتج الصيني في بلدها، فعملت علي لي عنق أوروبا لإرغامها على مقاومة الغزو الصيني لأسواقها.    

وتلعب أمريكا اللعبة ذاتها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تبحث عن تأجيج الصراع بين إيران وإسرائيل والفصائل المتأسلمة، حتى يصل الأمر لضرب مصادر النفط الإيراني والخليجي، بالتزامن مع بحث تحقيق ذات الهدف في روسيا، واشتعال الصراع الأوروبي لحين الوصول لثغرات يضرب من خلالها مصادر انتاج النفط الروسي.

ومن المعروف أن الصين اكبر مستورد للنفط من روسيا وايران ويليهم الخليج، وهو الأمر الذي تطمح من خلاله أمريكا تقويض المشروع الصيني التنموي، الذي يعتمد في الأساس علي النفط الذي يُشغل مصانعها.

وكانت روسيا والمملكة العربية السعودية والعراق المصادر الرئيسية لواردات الصين من النفط الخام في عام 2023، وبالمقارنة مع عام 2022، زادت واردات الصين من النفط الخام في عام 2023 أكثر من روسيا وإيران والبرازيل والولايات المتحدة، وكانت أكبر زيادة حجمية في واردات الصين من النفط الخام في عام 2023 من روسيا، فمنذ عام 2019 إلى عام 2021، حصلت الصين على 15% من وارداتها من النفط الخام من روسيا، وفي المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية وفي عام 2023، أصبحت روسيا المصدر الرئيسي لواردات الصين من النفط الخام، حيث زودت الصين بنسبة 19% من واردات النفط الخام 2.1 مليون برميل يوميًا، وكانت هذه الزيادة نتيجة للخصومات المتعلقة بالعقوبات وحدود الأسعار على النفط الخام من روسيا بعد غزوها الكامل لأوكرانيا في عام 2022.

ومن هنا تأتي التهديدات الإسرائيلية لضرب المواقع النفطية الإيرانية، متماشيا مع المشروع الأمريكي، كما أن تهديد أيران بضرب حقول النفط الخليجي، إذا أقدمت إسرائيل على ضرب حقول البترول الإيرانية، متماشيا أيضا مع المشروع الأمريكي، ويظل إنهاك منطقتنا العربية والشرق أوسطية روسيا في حرب طويلة بدعم أمريكي لأوكرانيا ولا حدود له، متماشيا تماما مع المصالح والأهداف الاستراتيجية الأمريكية حتى لو على حساب أمن أوروبا كلها.

وكلما يشتد الصراع في أوروبا وعالمنا العربي، وينتقل للمضايق بالبحر الأحمر والبحر المتوسط، تتأثر حركة التجارة الصينية المهولة حول العالم.

وفي ظني نحن على أعتاب أعقد مراحل الصراع بين التنين الصيني والإمبراطورية الأمريكية الهَرمة، وسنشهد في الشهور القادمة بعد انتخاب رئيس أمريكا القادم، مسرح عمليات مفتوح سيصل بحلول عام 2026 إلى شرق وأقاصي آسيا وعلى حدود الصين وربنا يستر.

search