السبت، 05 أكتوبر 2024

06:21 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رضا سلامة يكتب.. فتش عن أمريكا

رضا سلامة

رضا سلامة

A A

تعيش منطقتنا العربية الآن على حافة الهاوية، وفي مفترق طرق خطير، في ظل استمرار التصعيد الإجرامي والوحشي الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، ولبنان، وخروج الأمور عن السيطرة، وهو ما نشاهد نتائجه الكارثية على المنطقة بأسرها.


بالتأكيد، لا أحد في منطقتنا العربية أو العالم الإسلامي يريد حرباً إقليمية، لأننا نعرف ماذا تعني مخاطر الحرب ونتائجها الكارثية على الشعوب، وما يفعله الكيان الصهيوني بحق شعبي فلسطين ولبنان، سيجلب مزيداً من العنف والدمار، ولن يجعل إسرائيل في مأمن أو تعيش في أمان وسلام.


إن كافة المنظمات الدولية والدول الكبرى، لم تستطع حتى الآن ممارسة أي ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف عدوانها بحق الفلسطينيين واللبنانيين، خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا تمارس أي دور لإرساء السلام ووقف الوضع المتدهور.


في الواقع ليس هناك أخطر مما تفعله إسرائيل في المنطقة، بممارساتها الوحشية والإجرامية والدموية، في مقابل صمت وعجز دولي، سواء فى مجلس الأمن أو منظمة الأمم المتحدة، حيث الجميع صامتون متفرجون، بل إن بعض الدول تساعد إسرائيل في عدوانها بالمال والسلاح، خصوصاً أمريكا.


كنا ننتظر أن يرتفع صوت مجلس الأمن في جلسته الأخيرة، ليس دفاعاً فقط عن الفلسطينيين واللبنانيين الذين يفقدون أرواحهم يومياً من الأطفال والنساء والمدنيين، ولكن دفاعاً عن الإنسانية، التي تم قصفها بوحشية من جانب الإسرائيليين وتواطؤ العالم الذي يدعي التحضر.


الأمر المحزن، هو أننا نلوم ونعاتب العالم والغرب، ولا نعاتب أنفسنا كعرب، حيث اختفت الجامعة العربية، ولم تعد نسمع بياناتها عن مثل تلك الأزمات، وهل هناك أشد قسوة بعد الذي يحدث في فلسطين المحتلة ولبنان؟


إننا نتابع بحزن وألم، ذلك التراجع الملحوظ في الإرادة الدولية، للقيام بدور حاسم في الوساطة والخروج بالحلول السياسية الضرورية، لوقف هذا العنف اللامعقول، وما التبعات الإنسانية الخطيرة التي نشاهدها، التى لا تمثل سوى انعكاس لغياب الحل السياسي عند إسرائيل التى تواصل التعنت والإصرار على حرب مفتوحة وشاملة، بدعم غربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.


ما نعيشه الآن يمثل لحظة فارقة وفرصة أخيرة لوقف هذا الانزلاق الخطير نحو الكارثة، وهي كارثة لن تقف عند حدود منطقتنا فقط، ولذلك إن كنا ننتظر حلًا دبلوماسياً أمريكياً، فربما ننتظر طويلاً، لأن المبادرات لم يعد لها وجود، خاصة إذا كان الراعي للتهدئة غير نزيه، ومشارك في العدوان على فلسطين ولبنان.


نعم، أمريكا شريك رئيسي في ما يتعرض له أشقاؤنا في لبنان وفلسطين، الإدارة الأمريكية لا تريد التدخل بحسم نظراً لانشغالها بانتخابات الرئاسة التي ستجرى في نوفمبر المقبل، ولذلك لا ننتظر منها أي دعم حقيقي لوقف هذا النزيف العربي اليومي، وهنا يجب أن يستفيق العرب، ويقوموا بواجبهم الإنساني والأخلاقي نحو أشقائهم في الدين والعروبة واللغة والدم.

 

search