فريدة الشوباشي تكتب.. رفضنا سلاحا نوويا
فريدة الشوباشي
لا يعرف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولا الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر إسرائيل، أداتها التدميرية في الوطن العربي، معنى الوطن، فالولايات المتحدة مكونة من عدة أصول وشعوب منذ ما يقرب من ستة قرون، وإسرائيل نفس الشىء، أي تجميع يهوديي الديانة من مختلف دول العالم المؤمنين بالأساطير الصهيونية والتي لم يقم أي دليل على صحتها عبر التاريخ.
أما نحن فقد وجدنا منذ فجر التاريخ على هذه البقعة من الأرض التي احتلتها بريطانيا وسلمت اليهود المستقدمين من مختلف أنحاء العالم أرض فلسطين ومنذ أربعينيات القرن الماضي، لم تتوقف إسرائيل يومًا واحدًا عن القتل والتدمير وتهجير أصحاب الأرض الأصليين واحتلالها بالمستجلبين من اليهود.
وكان الحلم الصهيوني أن نرضخ لمخطط الأعداء ونقبل بالأمر الواقع بالرضوخ لإسرائيل وسادتها، خاصة وقد استخدمت دولة الاحتلال أقوى وأحدث الأسلحة، التي تزودها بها الدول المعادية.
غير أن إسرائيل ومن هم وراءها، فوجئوا برفضنا الرضوخ، مهما كانت حملات القتل الوحشي الذي توجههه الدولة الصهيونية للمدنيين العزل، إلا من سلاح رفض الاحتلال الخسيس ووحشيته، مما أصاب الأعداء بالجنون، وعدم احترام أية قوانين أو أعراف دولية بالتمادي في الوحشية والقتل الذي يستهدف خاصة الاطفال والنساء.
وقد توهم الأعداء أننا سنضطر إلى الرضوخ لعدم وجود أسلحة لدينا، ولم ينتبهوا إلى سلاح الرفض الذي لا يتقنه إلا أصحاب الأرض وعدم الوقوع في فخ الحرب الدينية التي ادعاها العدو وأسياده.
فلا يوجد في التاريخ حادثة واحدة تؤكد أدنى اضطهاد لليهود العرب الذين نعموا بالمساواة مع بقية المواطنين مسلمين ومسيحيين.
إن ادعاء أن أرض فلسطين "أهداها" الخالق عز وجل للشعب اليهودي، كذبة حقيرة، لا سند لها إلا الأساطير المؤسسة لإسرائيل.
وأتذكر بمناسبة الصمود الأسطوري، الذي أبهر العالم، لأبناء غزة والضفة الغربية وأبناء الجنوب اللبناني، ما كتبه منذ سنوات السياسي الفرنسي البارز جاك أتالي، الذي كان من أبرز مستشاري الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران، وهو يهودي الديانة، مقالا شديد الأهمية بعنوان : نهاية الحلم الصهيوني، قال أتالي إن إسرائيل تواجه احتمالات ثلاثة .. عقد سلام مع العرب، وعندها سوف تغوص في المحيط العربي وتذوب فيه، لأنها بمثابة جزيرة صغيرة وسط محيط واسع .. الاحتمال الثاني، هو الحرب، وهو أمر بات مستحيلا لوجود اختلاط بين الإسرائيليين وأصحاب الأرض، وسيتعرض الجميع للقتل.. والاحتمال الثالث كما ذكر الباحث الفرنسي جاك أتالي هو الاستثمار في الوطن العربي مما سيشجع الرأسماليين، وقد سال لعابهم على إقامة مشروعات اقتصادية في سوق عربية واسعة، غير أن هذا الاحتمال محكوم عليه بالفشل الذريع، حيث سيقاطع الشعب هؤلاء لأنه لا يؤمن بسلام أبرمته الحكومات وليس هو عندها، ولأن رأس المال لا وطن له حسب قوله، سيجمع هؤلاء رؤوس أموالهم ويعودون من حيث أتوا.
وفي جميع الاحتمالات المتوقعة، فقد انتهى الحلم الصهيوني.
والأكيد أن النتن ياهو لا يفهم قوانين الحياة ولا معنى كلمة وطن، فهو بولندي الأصل، وترك بلاده طمعًا في تحقيق ثروات هائلة واحتلال ما يمكن له من الأرض بوهم إقامة إسرائيل الكبرى، ولأنه لا يفهم معنى الوطن فهو لا يعي مدى قوة سلاحنا، وهو رفض سرقة الوطن بأية دعوة كانت وهو يصاب، رغم وحشية حربه، بذعر من رفضنا لكيانه الغاصب، رغم أننا لا نملك ولو جزءا ضئيلا من الأسلحة التي تغدقها عليه أمريكا، لكن سلاحنا، أي رفضنا للكيان المعادي، هو أمضى سلاح، وسيسطر صفحة نهاية الحلم الصهيوني.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً