الإثنين، 30 سبتمبر 2024

04:19 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

علاء عصام يكتب.. الزمالك يهزم «ليلي عبداللطيف» وينتصر لـ«كامل كامل»

النائب علاء عصام

النائب علاء عصام

A A

يتشارك العالم لغة وإحساس ومشاعر  الفن والرياضة بمختلف أديانهم وجنسياتهم ولغاتهم وألوانهم، ولأن لغة الرياضة أحد أهم مفرداتها الفوز والخسارة، فنستطيع أن نقول وبصوت عالي مبروك فوز الزمالك وسعداء بأدائه الراقي وإصرار لاعبيه على الفوز، ولكن أيضا ولأول مرة نبارك فوز الزمالك وكل العرب على تنبؤات المنجمة ليلي عبداللطيف.

على الرغم من حالة التأثر بالسحر والتنبؤات والتنجيم في وطننا العربي، الذي يعاني من تأخر تأثير الحداثة والانتصار للعلم المادي والنزوح بعيدا عن الخرافة، إلا أننا اليوم نستطيع أن ننتصر للعلم الذي يرفض الخرافة والسحر والتفكير المثالي.

وكانت المنجمة ليلي عبداللطيف أحد أبرز وأشهر هؤلاء المنجمين المبشرين بالخرافة، واللاعبين على أوتار المشاعر، والمراهنين علي الصدفة، خلال الأعوام الماضية، وعلى مدار عامين ذاع صيت تنبؤات ليلي في العالم العربي كله، ولكنها بعد أن تنبأت بفوز الأهلي في مباراة النجمين الأهلي والزمالك في نهائي السوبر أمس الجمعة، استطاع لاعبي الزمالك أن يهزموا تنبؤاتها وينتصروا لمشجعيهم وعشاق النادي الأبيض وكما انتصر الزمالك على توقعات ليلي عبد اللطيف فقد انتصر الأبيض أيضا لتوقعات الزميل كامل كامل الكاتب الصحفي باليوم السابع والمعروف بمقولته الشهيرة الزمالك قادم وبالفعل قدم الزمالك وانتصر.

وعلى مدار عام شعُرت بالحزن والأسي، عندما كنت أري كبار الإعلاميين والصحفيين في وطننا العربي، يستضيفون المنجمة ليلي ويفتخروا بتنبؤاتها، والتي كانت مجرد تنبؤات عامة، تعتمد على سخونة المشهد السياسي والاقتصادي، وضعف ذاكرة المُشاهد، إلي جانب تضخيم وتلفيق إعلامي يساعدها على الانتشار.

ليس من المنطقي أن نصدق ليلي عبداللطيف عندما تقول إنها تتنبأ باغتيال مسؤول سياسي على أرض عربية، وعندما تقع طائرة رئيس إيران على أرض دولة غير عربية أصلا، يخرج الإعلاميين ومشاهير السياسة ليحتفوا بتنبؤاتها وينسوا تماما باقي تنبؤاتها الفشنك تماما.

حتي نبوءة اغتيال مسؤول سياسي هي أمر متوقع حدوثة في ظل هذا الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب أنه لم يحدث على أرض عربية، فالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سقطت طائرته بأذربيجان الإيرانية، وكذلك إسماعيل هنية تم اغتياله في إيران، وهو الأمر الذي يؤكد أكذوبة تنبؤاتها من الأساس.

ولأن كثيرا من وسائل الأعلام أصحاب مصلحة في تنويم المواطن وتغييب وعيه ويبحثون عن المشاهدات والأموال، فلا يذكروا خرافة وأكاذيب بقية تنبؤات ليلي عبداللطيف، فهي قالت في أكثر من قناة منذ عام، أن مسؤول سياسي سيعود للحياة، وسنكتشف أنه لم يغتال من الأساس، وحتي وقتنا هذا لم نشاهد هذا المسؤول.

ولم تقف عند ذلك بل أكدت منذ عام ونصف  مع إعلاميين آخرين كثر، أن الطيران الحربي الإيراني، سيخرج من أرضة ليحارب، وطبعا كلنا نشهد على خديعة تحركات إيران، والتي يغتال مسؤوليها الكبار ويغتال على أرضها مسؤولين كبار أيضا، وتُضرب جيوش موالية لها في مختلف الدول، وأبرزهم حزب الله اللبناني، ولم يحرك كل ذلك لها ساكن ولم يخرج من حدودها طائرة حربية واحدة.

ولم تقف ليلي عند هذا الحد، بل أكدت ضمن هذه اللقاءات الإعلامية علي هزيمة رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو  سياسيا، ومحاكمته على الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين واللبنانيين، كما تنبأت بحدوث احتجاجات ضخمة في الداخل الإسرائيلي ضد نتنياهو، ورغم ذلك مازلنا نشاهد ألة القصف المجرمة الصهيونية، تعبث هنا وهناك وتقتل الأطفال وتدمر البيوت أمام صمت عالمي مُغزي.

وظلت ليلي تُضلل العرب وتعلن انتصار حماس، وخروج الناطق الإعلامي باسم حماس ميدانيا وهو المدعو أبو حذيفة في بيان، يعلن فيه انتصار مدوي على إسرائيل.

وكل ذلك قالته منذ عام ونصف العام وأكثر منه مازالت تقوله ولا أحد يراجعها، ومازالت ضيفة أكبر المنصات الإعلامية، وكان آخر لقاء لها بالأمس مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج الحكاية، لتؤكد بكل ثقة فوز الأهلي علي الزمالك، ولكن ما حدث هو فوز الزمالك والعقل والمنطق والعلم على الخرافة وتنبؤات المخرفة ليلي.

ليست ليلي هي الوحيدة التي نشاهدها علي قنواتنا أكثر من العلماء والمخترعين والنابغين، ولكننا مازلنا نشاهد احتفاء بمشايخ يفسرون الأحلام ويروجون للسحر الأسود والخرافة بقنواتنا الإعلامية.

وخلال سنوات وسنوات وحتي أخر دقيقة، مازلنا نشاهد علماء أبراج، يخططون لنا حياتنا، ويرسمون لنا مستقبلنا، علي الرغم من أن مخترعي علم الأبراج كانوا يروا في الماضي والعصور الوسطي، أن الشمس تدور حول الأرض، ولكن العالم العظيم جاليليو أستطاع أن ينتصر للعلم، ويثبت من خلال المنظار أن الأرض والكواكب هم من يدورون حول الشمس.

وأخيرا وليس أخرا علينا أن نتيقن كعرب وأفارقه أولا، من أننا لن ننتصر علي الصهيونية والظلم والاستغلال والفقر بخرافات وتنجيم ليلي عبداللطيف، ومن علي شاكلتها، وعلينا أن نناضل من أجل تقدمنا وازدهارنا عن طريق العلم والعقل والمنطق.

search