الإثنين، 23 سبتمبر 2024

12:31 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

علاء عصام يكتب.. صقور الجمهوريين يخذلون "ترامب" وأمريكا تبحث عن رئيس لفترتين

علاء عصام

علاء عصام

علاء عصام

A A

تدور الأحداث المتلاحقة قبل أقل من شهرين من حسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم، وكان آخرها عملية الاغتيال الثانية للمرشح الرئاسي دونالد ترامب، والتي لم يحدث حولها زخم مثل حادثة محاولة اغتياله الأولى، لاسيما وأن الثانية كانت مجرد طلقات رصاص تبعد عن موقعة بأمتار كبيرة، بينما رصاصات الاغتيال الأولى أصابت "ترامب" وكادت تودي بحياته.

وبعد محاولتين اغتيال لم نسمع صوت جمهوري عتيد يدين الحادث أو يدعم ترامب، وفي المقابل خرج صقور الديمقراطيين ومنهم الرئيسين الأمريكيين الأسبقين "أوباما" و"كلينتون" وديمقراطيين ثقال أخرين  يدعمون مرشحتهم كامالا هاريس منذ اللحظة الأولي خلال حملاتها الدعائية في مؤتمرات الولايات وكذلك في الأعلام بقوة.

وكان طبيعيا غياب بعض الصقور الجمهوريين السود وهم أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي عن دعم "ترامب" لأسباب عرقية، حيث إن هؤلاء في العادة يميلون للمرشحين ذوي البشرة السمراء، والذين لهم أصول أفريقية، حتى لو كانوا ديمقراطيين، وفعلها من قبل كولن باول وزير خارجية أمريكا الأسبق عندما أعلن دعمة لأوباما الديمقراطي علي حساب جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري حينها.

ويعبر العامل النفسي والإرث الثقافي عن حالة الدعم المتجذرة داخل أعماق المواطن ذو الأصول الأفريقية حتى لو كان جمهوريا، لكل من يترشح منهم على منصب هام، حيث ما زالت الأسر الأفريقية لم تنسى سنوات العبودية والعنصرية ومعاناة أصحاب البشرة السمراء على مدار سنوات طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية، وما زال هناك بقايا طفيفة لهذه المعاناة.

ولكن الذي يثير الاستغراب غياب دعم رئيس أمريكا الأسبق بوش الأبن لترامب علي مدار 8 سنوات، وكذلك شخصيات مؤثرة من الصقور في الحزب الجمهوري والذين لا يقفون عند حد عدم دعم ترامب، بل بعضهم يناصبوه العداء ومن بينهم ميت رومني المرشح الرئاسي الجمهوري الأسبق والصقر الجمهوري مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق.

وفي الوقت الذي أعلنت صحف وقنوات أمريكية كبيرة، عن مشاركة هيلاري كلينتون وبيل كلينتون وأوباما، والرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في مؤتمر "كامالا" الذي سيقام في ولاية شيكاغو الخميس القادم وهي ثالث اكبر ولاية أمريكية من حيث التصويت، نشهد غياب كبير للشخصيات المؤثرة من الجمهوريين عن حملة "ترامب"، أو إعلان دعمة بشكل مكثف في المؤتمرات الجماهيرية أو الأعلام.

وفي ظني أن هناك صراع كبير بين اجنحة الحزب الجمهوري وراء غياب المؤثرين والصقور الجمهوريين عن دعم "ترامب"، أهمها أن مدرسة الصقور الجمهوريين يدعموا خروج الجيش الأمريكي خارج الحدود، لتحقيق مصالح الرأسمالية الأمريكية تحت دعاوي محاربة الإرهاب والديكتاتوريين والمكارثية الشيوعية.

بينما ترامب ونائبة الذي أختارة وهو السيناتور جايمس فانس ابن تيار الحمائم، ينتمون لمدرسة تبحث عن تحقيق مكاسب وصفقات سريعة تقلل من فرص الأنفاق علي تحرك الجيش الأمريكي وتخشي من  مخاطر الحروب.

كما أن أعضاء الجمهوريين من الحمائم ليس لديهم مانع من وصف أعداء أمريكا من الشيوعيين والديكتاتوريين بالأصدقاء، مثلما فعلها ترامب في أخر مناظرة له مع كامالا، عندما وصف زعيم كوريا الشمالية بصديقي كيم، وأكد أنه على استعداد للتفاوض بشكل ناجح مع الصينيين والروس، ولو كان رئيس أمريكا لأقنع روسيا بعدم الدخول في حرب مع أوكرانيا.

ومن هنا حدث الصدام فجورج بوش الأبن ورفاقه من الصقور الجمهوريين، أصحاب المصلحة في تأجيج الحروب خارج حدود أمريكا، لأنعاش المصالح الاستراتيجية والربحية لشركات السلاح الأمريكية وغيرها من الشركات متعددة الجنسيات،  والتي يمتلكوا حصص فيها أو يعملوا مستشارين لها برواتب ضخمة، لم ولن يقتنعوا  بطريقة تفكير أصحاب شركات السياحة والأموال والبورصة والعقارات الأمريكية الذين يتبعوا سياسة عدم التدخل العسكري خارج حدود أمريكا.

كما أن تيار الحمائم الذي يمثله ترامب والأقرب للمدرسة الواقعية، التي تدرك أن أمريكا الحالية ليس بمقدورها أن تظل شرطي العالم، ويجب أن تندمج في عالم متعدد الأقطاب، ليس مرحبا بهم من الصقور الجمهوريين الذين حركوا الجيش الأمريكي في حرب العراق ثم أفغانستان، وقديما كانوا يدعمون دور أمريكا المحوري في الحربين العالميتين الأولي والثانية.

ويأتي ذلك كلة في توقيت يبحث أصحاب المصالح الرأسمالية المؤيدين لحرب أوكرانيا وتعطيل مشروع الصين المخيف بالنسبة لهم، عن رئيسة، تصغر ترامب بعشرين عامًا، وقابلة للفوز بدورتين، واختبرت في سنوات حكم جو بايدن، ويثقون في ولاءها وجاهزيتها.

search