الإعلامي الصيني نور يانج يكتب.. تكاتف وسعي الصين وإفريقيا لتحقيق حلم التحديث
الإعلامي الصيني نور يانج
في الفترة ما بين الـ 4 والـ 6 من سبتمبر عام 2024 عُقد فى بكين قمة منتدى التعاون “الصيني - الإفريقي ” بحضور الرئيس الصيني شى جين بينغ، الذى ألقى خطابًا رئيسيًا في حفل افتتاح القمة أعلن فيه عن رفع مستوى العلاقات الثنائية بين الصين وجميع الدول الإفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية.
كما تم تحديد العلاقات بين الصين وإفريقيا ككل بأنها مجتمع مستقبل مشترك “ صيني إفريقي ” في جميع المجالات خلال العصر الجديد، إذ قدم الجانبان 6 مقترحات للتحديث، بالإضافة إلى عشرة إجراءات للشراكة بين الصين وإفريقيا.
وقد أطلقت هذه القمة نداءً قويًا لتعزيز التنمية المشتركة بين الجانبين، مما يعكس الثقة الراسخة في التعاون والتضامن داخل "الجنوب العالمي".
من الناحية التاريخية، خضعت الصين وإفريقيا لعملية التحديث التي قادها الغرب سابقًا، حيث انخرطت الصين وإفريقيا بشكل قسري في هذه العملية دون الاستفادة من الفوائد التي حققها الغرب من التحديث، مما جعل كلا الجانبين يدركان أهمية البدء في عملية تحديث مستقلة، بالإضافة إلى ذلك، واجهت الدول الإفريقية بعد حصولها على استقلالها السياسي تحديات التخلص من تبعية النظام الاقتصادي الاستعماري الغربي، وهي في حاجة ملحة إلى بناء تحديث مستقل.
من الناحية الواقعية، مع التغيرات العميقة التي يشهدها النظام الاقتصادي العالمي، بدأت تظهر عيوب العولمة التي تهيمن عليها الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة التي تفرض سياسات مجحفة مثل "أمريكا أولاً" و"الغرب أولاً".
هذا التوجه قيد بشدة الفرص التنموية التي يمكن أن تحصل عليها الصين والدول الإفريقية ضمن النظام العالمي. ولهذا السبب، تحتاج إفريقيا إلى التخلص من نموذج التحديث الغربي وإعادة بناء نظام دولي عادل ومنصف.
عملية التحديث بين الصين وإفريقيا، ستجلب فرصًا هائلة لتنمية الطرفين، هذا التعاون سيعيد تشكيل معالم النظام الدولي الحالي، حيث يساهم في صعود جماعي للدول النامية، ويؤثر بعمق على تطور النظام الاقتصادي العالمي على المدى الطويل.
إن مسار التحديث الصيني يقوم على تقاسم المنافع مع الآخرين، ولا يؤثر على مصالح الدول الأخرى، مما يجعله مختلفًا تمامًا عن مسار التحديث الغربي، وللتحديث الصيني خصوصية مهمة بالنسبة لإفريقيا.
تُعد الصين أكبر دولة نامية في العالم، وثاني أكبر اقتصاد عالميًا، بينما تعد إفريقيا القارة التي تحتضن أكبر تجمع للدول النامية، وهي أيضًا القارة الأصغر سنًا والأسرع نموًا من حيث عدد السكان، إن تعزيز التعاون عالي الجودة بين الجانبين سيفتح فرصًا جديدة تتماشى مع احتياجات شعوبهما، ويقدم تجربة قيمة للتحول التحديثي لاقتصادات وقارات ضخمة.
من جهة أخرى، إن التعاون الصيني الإفريقي يكتسب أهمية استراتيجية كبيرة، ليس فقط لشعبي الصين وإفريقيا، بل يساهم أيضًا في تعديل النظام العالمي، مما يسهم في النهاية في بناء نظام سياسي واقتصادي عالمي أكثر عدالة وإنصافًا.
إن العالم كيان واحد، فلن يتحقق تحديث العالم بدون التحديث الصيني والإفريقي، إن التعاون بين الصين وإفريقيا وبناء التحديث بينهما لا يخلق مستقبلًا أفضل لشعوبهما فحسب، بل يسهم أيضًا في دفع عملية التحديث في "الجنوب العالمي" بشكل أوسع، ويعود بالنفع على مناطق أخرى حول العالم، بما في ذلك الدول الغربية، ومن المؤكد أن هذا التعاون سيكون له أثر إيجابي بالغ الأهمية على التشغيل المستدام والمستقر للاقتصاد العالمي على المدى الطويل.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً