الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:49 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

أحمد العناني يكتب.. مناظرة ترامب وهاريس تناقضات واتهامات

أحمد العناني

أحمد العناني

A A

جرت مناظرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الأمريكي الحالي كاملا هاريس، التي احتضنها مركز الدستور الأمريكي في خضم جو شديد من التعقيد تمر به منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل استقطاب سياسي داخل الولايات المتحدة لم تمر به من قبل الدولة ذات التأثير  الأهم في العالم.

 

رغم تبادل الاتهامات بين المرشحين إلا أن هذه المناظرة قد تكون واحدة من أهم المناظرات في تاريخ الولايات المتحدة لأنها جاءت بمرشحة كانت خارج الحسابات وهي كاملا هاريس، التي دفع بها الديمقراطيون لإنقاذ الحزب الديمقراطي من السقوط أمام ترامب، بعد الأداء الباهت للرئيس الأمريكي في مناظرته الأخيرة. 

هذه المناظرة التي تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية، لا سيما أنها تؤثر فى الناخب الأمريكي وفي توجهاته خاصة في الولايات المتأرجحة بتحديد مرشحها، هذه المناظرة غلفت بخطاب تقدمي وخطاب أصولي قومي يعكس الأهمية وأولويات الملفات الداخلية لدى الناخب الأمريكي.

 
وتأتي المناظرة في ظل تقارب النسب التي أشرفت عليها بعض المراكز البحثية هذا ما يجعل المرشحين يسعيان لتقديم أنفسهما بشكل أفضل من الآخر من خلال اللعب على السقطات والسلبيات ومن خلال الانتقادات اللاذعة لبعض الإخفاقات الديمقراطية والجمهورية سواء في الملفات الداخلية أو الخارجية.

الملفات الداخلية وتأثيرها على الناخب الأمريكي ومنها:

(ملف الإجهاض)

شهدت هذه المناظرة تبادل الاتهامات حول ملف الإجهاض حيث ادعت هاريس أن ترامب لا يحترم المرأة الأمريكية في وقت تسعى جاهدة لإعطاء المرأة مساحة من الحماية.

(الملف الاقتصادي)

اتهمت هاريس ترامب أنه السبب في انخفاض معدلات النمو وأنه لا يسعى إلا لخفض الضرائب لطبقة رجال الأعمال مستشهدة ببعض الأرقام في حين أن لديها برنامجا طموحا سيعمل على خفض الضرائب للطبقة المتوسطة ويعظم من فرص الاستثمار ويوفر فرص عمل وإسكان وأنها رئيسة لكل الأمريكيين في إشارة إن ترامب قومي ورئيسا للبيض وليس للمهاجرين أو السود أو الأقليات.

في المقابل، قال ترامب إن في عهده كانت أمريكا قوية وفرضت زيادة في التعريفة الجمركية واتخذ الصين مثالا مما عمل على زيادة معدلات النمو وتوفير  الملايين من فرص العمل.

(ملف الهجرة والأمن)

اتهم ترامب هاريس والديمقراطيين بأنهم السبب في زيادة الجريمة داخل أمريكا وأنه كان يعمل من أجل الأمريكيين في إشارة لدعم القوميين أصحاب الأصول الأمريكية متبنيا خطابه الانتخابي السابق واتضح ذلك بعد توجيه ترامب اتهامات لهاريس بالماركسية، في الوقت الذي أشارت فيه هاريس إلى أنه خطاب عنصري وأن ترامب من قوض الديمقراطية وأنه متهم في قضية الكابيتول (اقتحام الكونجرس) في السادس من يناير وأنه آخر من يتحدث عن أمن أمريكا.

(السياسة الخارجية)

يعد ملف السياسة الخارجية واحدا من أهم الملفات التي تنعكس على منطقة الشرق الأوسط لاسيما في ظل الحرب الدائرة الآن على قطاع غزة والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها من الملفات ذات الأهمية سواء للديمقراطيين أو الجمهوريين.

(ملف غزة) 
رغم ضمانها لأمن إسرائيل إلا أن خطابها كان متوازنا إلى حد كبير وإصرارها الواضح على حل الدولتين 
فلقد كانت هاريس ذكية إلى أبعد الحدود لأنها تحدثت عن أمن إسرائيل حتى تخاطب مراكز ومنظمات قوية مثل الايباك التي تدعم إسرائيل مؤثرة فى العملية الانتخابية وفي نفس الوقت تحدثت عن سعيها لحل الدولتين أي الحقوق الفلسطينية في إقامة دولتهم من أجل ضمان إرضاء الولايات المتأرجحة التي يقطنها عرب ومسلمون وعدد من أصول لاتينية متعاطفة مع القضية الفلسطينية عكس ترامب الذي دافع عن إسرائيل واتهم هاريس أنها تكره إسرائيل وأنها رفضت حضور خطاب نتنياهو في الكونجرس وأنه حال وجوده ما كان أن يحدث السابع من أكتوبر.

ترامب لم يكن ذكيا في استقطاب ولاية متأرجحة لأنة ركّز على أمن إسرائيل دون مروره على حل الدولتين أو الحقوق الفلسطينية، والولايات المتأرجحة السبعة بما فيها بنسلفانيا  قد تتعاطف مع هاريس وحملتها ضد ترامب الذي دعم أمن إسرائيل دون أن يقدم حلولا لوقف الحرب على غزة.

(الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية)

يبدو أن ترامب قد يعمل فعليا على حل هذه المشكلة في خضم حرب مشتعلة قد تدفع لانخراط غير مسئول من المعسكر الغربي الذي لو قدر ووصلت كاملا هاريس للبيت الأبيض ستكرر سياسة بايدن في دعم أوكرانيا ماديا وعسكريا مما سيؤجج الوضع في دول البلقان وأوروبا الشرقية في الوقت الذي يملك فيه بايدن الحديث والتوصل لاتفاق مع بوتين من أجل إنهاء هذه الحرب.


مناظرة ترامب وهاريس ذات أهمية كبرى ليس للشعب الأمريكي بل لمنطقتنا التي تأمل في رئيس يدفع لإنهاء الاقتتال الدائر في قطاع غزة وأيضا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية التي تركت أثرا في الاقتصاد العالمي ولرأب الصدع في وقت يحتاج الإقليم والعالم على مقاربات تعمل على تهدئة المنطقة ومناطق بؤر الصراعات والملفات المشتعلة.

مناظرة ترامب وهاريس، كانت مليئة بالتناقضات والاتهامات ورغم ذلك هي الأهم في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر والتي سيترتب عليها نتائج وسياسات محلية وإقليمية ودولية قد تغير من الترتيبات والأولويات وإعادة رسم خريطة المنطقة مجددا.

search