الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

08:56 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

علاء عصام يكتب .. الطُعم الديمقراطي من «كامالا إلى ترامب»

علاء عصام

علاء عصام

A A

استطاعت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، أن تُظهر حالة الارتباك للمرشح المنافس، دونالد ترامب خلال أول مناظرة إعلامية لها بشكل عام مع مرشح رئاسي، ورئيس سابق مثل ترامب، وهو الأمر الذي لم أكن أتوقعه من رئيس سابق ويتمتع بجماهيرية رهيبة في أوساط الجمهوريين بالأساس.

ودرست كامالا وفريقها شخصية "ترامب جيدا"، قبل المناظرة حيث أكدت قبلها بأيام، أن "ترامب" سيكذب كثيرا في حديثة معها، وهو ما حدث فعلا وأكثر من مرة، لاسيما عندما قال إن هاريس فشلت في مفاوضاتها مع الرئيس بوتين، حول وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو الأمر الذي لاحظه من يديرون اللقاء إعلاميا، وسألوا كامالا هل قابلت بوتين من الأساس، فقالت لهم هذه جملة من أكاذيب "ترامب" كما قلت لكم.

وظهر الارتباك كثيرا على ترامب في أكثر من موضع، حيث ركز الأخير على أخطاء بايدن، بينما كامالا بذكاء حاد قالت له : "أنت تتحدث مع كامالا ولا تتحدث مع بايدن أو ترامب".

وهنا استطاعت هاريس بدهاء شديد، أن تكشف ارتباك ترامب، وعدم فهمه أنه أمام مرشحة أخرى حتى لو كانت نائبة للرئيس بايدن، لاسيما أن منصب نائب الرئيس في أمريكا محدود الصلاحيات، حسب الدستور وكذلك الممارسة العملية علي مدار تاريخ الولايات المتحدة.

كما أوصلت كامالا خلال هذا الرد السريع والصائب رسالة للمواطن الأمريكي مفادها "أنني مرشحة لم أحكم أمريكا بصلاحيات كاملة من قبل مثل ترامب وبايدن"، وخلال حديثها المتعاقب قالت كامالا، "الشعب الأمريكي أمام جيلين من المرشحين"، وهنا تطعن في عمر ترامب الذي أصبح في عامة الثمانين قبل أن يحكم أمريكا.

وخلال المناظرة التي استمرت ما يقرب من ٤٥ دقيقة وأكثر، استطاعت "هاريس"، أن تُظهر قدرتها على وصف ترامب "الشرس" بأوصاف معيبة، ووجهت له شتائم فظيعة، في ظني لم يجرؤ بايدن أو غيره أن يصف بها دونالد ترامب في مواجهة مباشرة، وهو الأمر الذي سحب من كاريزمته التي بُني جزء كبير منها علي شخصية ترامب الهجومية والشرسة، فما بالك حدث ذلك من امرأة تصغره بعشرين عام وأكثر.

ومن ضمن هذه الاتهامات والأوصاف والشتائم، اتهام ترامب بالكذب وارتكاب جرائم مالية، خلال عملة بالبزنس وجرائم ضد مواثيق أمريكا وشعاراتها الديمقراطية، وقتل أنصاره للشرطة عقب اقتحام مقر الكابيتول، ودللت على ذلك بصدور أحكام قضائية بالفعل ضد "ترامب" والأخير لم ينكر ذلك لأنها أحكام قضائية فعلا فكيف سينكرها.

وأخيرا نجحت كامالا، أن تقدم نفسها صاحبة رؤية عميقة بشأن القضايا التي تهم المحليين، وتحليلها للمشكلات بصدق أكثر من ترامب، ومن ضمن هذه القضايا "الإجهاض والبطالة والتأمين الصحي وتجارة السلاح"، وبذكاء شديد استطاعت أن تضع ترامب في موضع الصديق لرؤساء "روسيا وكوريا الشمالية والصين وقائد حركة طالبان"، والأخير ارتبك أكثر وأكثر وبات يدافع عن علاقته بالديكتاتوريين في نظر المواطن والإعلام الأمريكي.

وللحقيقة لن أكون سعيد بفوز هاريس في الانتخابات الأمريكية، وكنت حزينا بعد هذه المناظرة، وأخشي نتائج المناظرات القادمة، لاسيما أن كامالا أحد الثعابين الديمقراطيين، والتي ستعتمد عليها الرأسمالية الأمريكية في حال فوزها في مقاومة المشروع الصيني والشرقي أكثر من ترامب.

وهو المشروع الذي يهدد بقاء أمريكا والدولار علي القمة، وطبعا أمريكا هي الضامن الأقوى لحماية الرأسمالية العالمية وشركات السلاح والنفط والمصالح الأخطوبوطية الأمبريالية حول العالم.

وفي اعتقادي أن نتيجة المناظرة الأولى بين المرشحين في صالح السيدة كامالا، وبعيدا عن نظريات مؤامراتية حمقاء، أدركت منذ لحظة تأخر بايدن في الانسحاب، أن هناك طُعما ديمقراطيا للمرشح الجمهوري ترامب وكذلك حزبه وأنصاره، حتى يستقر الحزب الجمهوري على "ترامب" مرشحا وحيدا للحزب، معتقدين أن الفوز على بايدن سهلا ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام هاريس.

ويلعب الديمقراطيون على معاناة "ترامب" من تقدم في العمر، وهو الأمر الذي يقلل فرصه في ظل مجتمع أمريكي أغلبية سكانه شباب، إلى جانب تجربة رئاسية سابقة لترامب، كنت شاهدا على رأي المواطنين الأمريكان عليها، عندما كنت أغطي الانتخابات الرئاسية الأولى بين ترامب وبايدن، عام 2020.

ووصف حينها كثيرا من المواطنين في 6 ولايات زرتها "ترامب"، بالعنصري والكاذب والمجرم والفاشل وانتهت بخسارته الانتخابات بالفعل، وما زلنا نراقب ونترقب في ظل مشهد انتخابي أمريكي مثير ومليء بالمفاجآت.

search