الإثنين، 16 سبتمبر 2024

09:54 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

علاء عصام يكتب كلينتون «الداهية» .. من الاقتصاد يا «غبي» إلى «ترامب» يكبرني بعامين

النائب علاء عصام

النائب علاء عصام

A A

خرج علينا الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون منذ أيام، متحدثًا في أحد المؤتمرات الجماهيرية بولاية شيكاغو، ضمن حملة دعم المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس قائلا : "رغم مرور ثلاثة عقود على حقبتي الرئاسية، إلا أن ترامب يكبرني بعامين فمازلت 78 عاما".

ويلعب كلينتون الداهية علي العقل الأمريكي ومكوناته الشابة، فما زالت أمريكا دولة أغلبها شباب بعكس القارة العجوز أوروبا، وهو الأمر الذي يقلل من فرص «ترامب» الطاعن في العمر، حيث بعد إقناع «بايدن» بالانسحاب من السباق الرئاسي، وترشح كاميلا الصغيرة، مقارنة بترامب «الثمانيني»، أصبح أمام أشاوس الحزب الديمقراطي القدرة على إقناع أغلبية الشعب الأمريكي بمرشحتهم.

وفي ظني أن كلينتون داهية المصطلحات الدعائية تاريخيًا يعرف ماذا يقول وكيف يساهم في زيادة أسهم مرشحة حزبه “هاريس”.

وعندما نرجع بالتاريخ ونتذكر المصطلحات الدعائية التي استخدمها كلينتون، بعد أن ترشح في الانتخابات عام 1992 ضد جورج بوش الأب، سنعرف قدرات وخبرات هذا الداهية.

فمنذ زمن بعيد لعب كلينتون علي وتيرة الأزمة الاقتصادية في فترة حكم بوش الأب الأولي، وأطلق مصطلح "الاقتصاد يا غبي" واستطاع أن يكسب جمهوره بربط ظروف الشباب والمواطن الأمريكي الاقتصادية، بسياسات بوش وضرب عشرات الأمثلة على الأزمة في عهد بوش الأب، واخترع عشرات الحلول والتي طبعا لم ينجح كلينتون في تحقيق أغلبها في فترة حكمة.

وهنا يتضح لنا كيف سيوظف رؤساء أمريكا السابقين الإعلام، الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي في أغلبيته لدعم كامالا هاريس، وسوف يلعبون علي العديد من الأخطاء في فترة حكم ترامب وبعدها، ليروجوها في الإعلام ومنها "أزمة كورونا وتراجع الجانب الاجتماعي والصحي في آخر عامين من حكمه وتجاوز ترامب بعض القيم التي تأسست عليها أمريكا وعلاقته بروسيا وتصريحاته التي يغلب عليها التشنج والتسرع وطبعا إلى جانب عمرة".

وأعتقد أن المواطن الأمريكي شعر بالحزن والأسى، بسبب معاناته مع حكم «بايدن» الذي ظهر عليه مظاهر كبر العمر والشيخوخة مما أثر على أدائه، وهو الأمر الذي يجعله أكثر ميلا لهاريس.

كما أن التركيبة النفسية للمواطن المهاجر تميل إلى التجديد والشعور بالانتصار، لا سيما أن هاريس مهاجرة ومن أصول أفريقية وامرأة، وتدعم حقوق المثليين والمهاجرين وتدعي كذبا أنها مع حق الفلسطينيين في دولة مستقلة.

وبالطبع يعلم اللوبي الصهيوني ولاء كامالا هاريس والحزب الديمقراطي الكامل لمصالح إسرائيل، وليس لديهم مشكلة مطلقا مع دعم كاذب للفلسطينيين، لكسب أصوات الناخبين العرب وبعض الشباب الأمريكي المتعاطف مع فلسطين، ولكن ما يهمهم موقف كاميلا الداعم لإسرائيل وبقوة في حال فوزها على "ترامب" وهو الأمر الذي يضمنوه تماما.

وأخيرا يحظى ترامب بفرص عديدة ومن بينها شعبيته الكبيرة في أوساط الولايات الجمهورية، ومازال يملك ملاحظات صحيحة ومقنعة في مواجهة فترة حكم "بايدن"، ولكن مازالت كامالا تحظى بفرص أقوى في ظني ومن بينها أن أمريكا سيكون على رأسها امرأة صغيرة في العمر، ومن أصول أفريقية وهذه أول تجربة حكم لها، بعكس ترامب الذي خسر الانتخابات الماضية والأهم من كل ذلك يرى المتحكمون في مصائر أمريكا، أن هاريس الأكثر قدرة على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية.

search