فريدة الشوباشي تكتب.. الضفة الغربية في خطر
فريدة الشوباشي
يواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحذير الجميع من خطورة حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في فلسطين والتي بدأت في شهر أكتوبر الماضي، بدعوى الرد على منظمة حماس.
ولا يكف الرئيس السيسي، عن التنبيه بأن السبيل الوحيد لدرء خطر الكوارث التي تقترفها دولة الاحتلال هو حل الدولتين والاعتراف بحق الفلسطينيين، في العيش بسلام فوق ما تبقى من أراضيهم بعد حرب 1967 وبقرارات دولية.
لكن ما يثير الاندهاش أن الولايات المتحدة الامريكية تصوت بالرفض ضد أي قرار يقر ويعترف بالحق الفلسطيني، بل هي تحمي للأسف رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من الخضوع لأي إجراء دولي يطالبه بالانصياع للقرارات الدولية بالكف عن المذابح التي يقترفها يوميا ضد المدنيين العزل، خاصة الأطفال والنساء ولم يكتف بذلك بل في تحد سافر وازدراء للقانون الدولي الذي يحمل دولة الاحتلال مسؤولية الحفاظ على حياة أبناء الدولة التي تحتلها، تمادى نتنياهو في حرب الإبادة بالتوسع باتجاه الضفة الغربية، دون حتى حجة مزيفة كعادته للرد على مقاومة فلسطينية، مثلما جرى بعد عملية حماس يوم السابع من أكتوبر الماضي، أي منذ أكثر من عشرة أشهر في أطول حرب تشنها إسرائيل بدعوى الرد على حماس وتحقيق عدة أهداف.
لم تحقق إسرائيل واحدا منها رغم قتلها لعشرات الآلاف من الشهداء وإصابة أضعاف هذه الخسائر بإصابات بالغة ومنع وصول أية مساعدات طبية إليهم وقد تفتق ذهن العصابة التي تعتدي على أشقائنا عن موضوع غاية في الخطورة وهو نية بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، والذي يعتبر رمزا دينيا لمئات الملايين من المسلمين حول العالم، بادعاء أن هذا المكان هو مكان هيكل سليمان، علما بأنهم لم يعثروا على حجر واحد أو أي أثر لوجود الهيكل المزعوم.
إن عدم تصدي المجتمع الدولي بجدية وحسم لمنع هذه الجريمة سوف يكون وبالا على الكرة الأرضية ولن يفلت من نتائجه المدمرة أحد، كما حذر الرئيس السيسي.
والذي يجب أن يدركه حكام إسرائيل أنها ستواجه برفض عربي لا نظير له، إضافة إلى الاستنكار العالمي .
وقد بدأ يتضح أن الهدف من زرع الدولة الصهيونية في وطننا العربي، هو اندلاع حروب دينية بين اليهود من جهة والمسلمين والمسيحيين العرب من جهة أخرى في المقام الأول وهو ما يفسر زرع منظمات "إسلامية"!!
وكأننا كنا في حاجة إلى من يدخلنا الإسلام، ناهيك عن إشعال الفتن بين الطوائف بتأجيج الخلافات بين الشيعي والسني والقبطي والمسلم والعلوي والدرزي وهو ما لم يكن موجودا قبل زرع إسرائيل، وبحجة حماية اليهود من الاضطهاد، علما بأن مدعي ذلك لم يسجلوا حتى حادث اضطهاد واحد من العرب المسلمين والمسيحيين، ضد أصحاب الديانة اليهودية، وأبسط دليل على ذلك أن المذابح ضد اليهود ارتكبها الأوروبي الزعيم الألماني أدولف هتلر ومع ذلك دفعتنا الثمن، إنجلترا التي كانت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
لقد فقد الملايين الثقة في سلوك إسرائيل وأنها يمكن أن تعيش بسلام فيما اقتنصته من ارض فلسطين، وفقد الملايين ثقتهم في صدق الولايات المتحدة الأمريكية بصدد حقوق الإنسان، لكن ما يجب أن ينذر الجميع ويقنع العدو بأنه سيتلقى هزيمة محققة إذا واصل عدوانه، هو ما جرى ويجري في قطاع غزة والضفة الغربية، من صمود أسطوري رغم عدم التكافؤ في السلاح، حيث أثبت أنه أقوى من جميع الأسلحة حتى النووي منها.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تتوقع إنهاء الحرب على غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً