فريدة الشوباشي تكتب.. اقتحام الأقصى
فريدة الشوباشي
فريدة الشوباشي
منذ إقامة دولة الكيان الصهيوني فوق الأراضي الفلسطينية، كمرحلة أولى لـ"الامبراطورية الاسرائيلية" لتشمل معظم الوطن العربي والأساطير التي يطلقها رموز الاحتلال، لا تتوقف وتطالب الفلسطينيين والعرب، بل العالم أجمع بتصديقها والخضوع لها.
إقامة دولة الاحتلال لن تتم بأساطيرها المدعية بأن الله عز وجل قد وعد “اليهود بأرض المعاد”، بل بقرار من بريطانيا، مؤسس على أبشع أكذوبة، بأنها تعطى أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض !!!.. وقد فشلت هذه الأكاذيب رغم التستر بأساطير دينية وفقا لقادة الصهيونية العالمية واستخدامها من قبل بريطانيا، القوة العظمى في القرن الماضي لخدمة أغراضها الاستعمارية، ثم انتقلت تبعيتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي هيمنت على العالم وشنت حروبا مدمرة، على العراق وسوريا وليبيا وفرضت سيطرتها علي غيرها، وباءت كل محاولاتها بالسيطرة على مصر بالفشل التام.
ومنذ أكتوبر الماضي وإسرائيل خلعت تماما برقع الدولة المسالمة المظلومة وعاثت قتلا وتدميرا وحشيا ضد أشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة وأحيانا في الضفة الغربية المحتلة، تحت سمع وبصر العالم أجمع، وحدث ما أطاش صواب دولة الاحتلال وراعيتها الأساسية بمواجهة صمود أسطوري ومقاومة لم تكن في الحسبان، لدرجة أن “نتن ياهو” توهم أنه سيقضي على حماس وسيجعل شعب غزة يخضع له خلال يوم أو يومين، وقد فشل هذا الرهان فشلا ذريعا وظهرت إسرائيل على حقيقتها إذ استمرت الحرب عشرة أشهر ولم تنجح في تحقيق ولو مجرد هدف واحد مما أعلنته، وتجلت حقيقة الجيش الاسرائيلي الذي قدم نفسه على أنه الجيش الذي لا يقهر والذي لا تسطيع أى قوة مواجهته.. وقد أيقن العالم أنه لولا الدعم العسكري اللامحدود الذي تقدمه أمريكا للدولة الصهيونية، لتمت هزيمتها هزيمة مدوية في مواجهة شعب أعزل.
قتلت إسرائيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وأصابت مثلهم، وتفتق ذهن قادة اسرائيل عن حرب جديدة، على سبيل إثارة الغضب إلى أقصي درجة ممكنة، وهي الحرب الدينية، باقتحام المسجد الأقصى الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب جميع المسلمين من الناحية الدينية، لأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين وكذلك في قلوب المسيحيين العرب لما للقدس من مكانة في قلوبهم، ولا شك أن فضيحة مشاركة وزراء إسرائيليين للمستوطنين اليهود قد أحرج حتى واشنطن التي لم تعتبره تصرفا ضد القانون الدولي، بل اكتفت بوصفه بأنه تصرف "استفزازي".
وقد حاولت إسرائيل الترويج لأكذوبة فاضحة بأن المسجد الحرام قد شيد فوق هيكل سليمان! وعندما كنت أعمل في باريس أكد العديد من وسائل الإعلام الفرنسية أن إسرائيل لم تعثر على حجر واحد من الهيكل المزعوم، تبرر به ادعاءاتها.. وكما يقول المثل "الكذب مالوش رجلين".
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً