الإثنين، 16 سبتمبر 2024

11:23 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

تامر أمين يكتب.. إلغاء مواد الثانوية العامة وتطوير التعليم

تامر أمين

تامر أمين

A A

مقالي هذا الأسبوع في موقع «الجمهور» المحترم لتوضيح بعض الأمور التي ذكرتها في برنامجي بالأمس الثلاثاء وصار بشأنها بعض الجدل واللغط حول قضية تطوير التعليم والمناهج والمواد الدراسية التي يجب أن تلغي او تضاف في التعليم والثانوية العامة.

أولا يجب أن أشير إلى أن كل العناوين التي اتخذتها بعض المواقع لحديثي هي عناوين غير دقيقة ومقتطعة من سياقها وأدت إلى معني تقريبا عكس المعني المراد. هل هناك عاقل يمكن أن يطالب بإلغاء تدريس مادة التاريخ مثلا من الدراسة أو مادة الفلسفة أو المنطق من الدراسة، بالطبع لا.

إن الفكرة ببساطة التي طرحتها في إطار العصف الذهني الحوار المجتمعي الكامل الذي يحدث الآن من أجل تطوير التعليم وتطوير أجيالنا التي تتخرج من المدارس، هو أن نعطي لكل الطلبة والتلاميذ ابتداءً من المرحلة التأسيسية التي تبدأ من الفصل الأول الابتدائي إلى الثالث الإعدادي الجرعة الكاملة من دراسة مادة التاريخ، حتى يتربى لدينا نشء يعرف ويفهم تاريخه ويتعلم أيضا من تاريخه، بالإضافة إلى ارتباطه بالوطنية والانتماء الوطن وتاريخه.

أيضا مواد الفلسفة والمنطق يتم تدريسها مبكرا في هذه المرحلة التأسيسية حتى يكبر التلميذ بالمنهج العلمي والتحليلي والمنطقي والفلسفي في التفكير، وهنا نكون قد وضعنا اللبنة الأساسية وأسّسنا أبناءنا والطلاب على هذه المواد وعلى هذه الجرعة التاريخية والمنطقية والفلسفية بشكل كامل لمدة 9 سنوات، وهذه المدة تكفي وزيادة. 

أما في المرحلة الثانوية علينا أن نحذو حذو ما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية، وهذه ليست بدعة وهو ما يسمي لديهم بالـ High school، وهو ما يتيح للطالب حرية اختيار تخصصه كما يحدث مثلا لدينا في مصر في شعبتي علمي علوم وعلمي رياضة، فطلاب هاتين الشعبتين لا يدرسان تاريخ ولا منطق ولا فلسفة، فبالتالي ما أطالب به هو حاصل بالفعل.

أطالب بأنه من يريد استكمال التاريخ باختياره يكمل في دراسة التاريخ ويصل إلى أبعد نقطة في ذلك، أما من لا يريد فله حرية الاختيار أن يختار بعض المواد الأخرى التي نستحدثها وهي المواد الحديثة التي يتطلبها سوق العمل الآن، مثل التنمية المستدامة والتنمية البشرية والموارد البشرية والتسويق والتخطيط وفنون الاتصال والبرمجيات، وما إلى ذلك، بحيث يكون للطالب حرية اختيار ما يريد في المرحلة الثانوية التي تؤهل لسوق العمل، بعدما يكون قد تم تأسيسه بشكل كامل في المرحلة الابتدائية والإعدادية بكل الجرعات التاريخية والوطنية والفلسفية التي نريد أن نغرسها في الطالب.

هذه ببساطة هي فكرتي التي أدعوها للطرح العام والحوار العام وليس لها علاقة أبدا بالعناوين الساخنة التي نشرت بالأمس.

search