فريدة الشوباشي تكتب.. الشارع منور
فريدة الشوباشي
فريدة الشوباشي
من أجمل المشاهد التي بدأنا نراها في شوارعنا، تلك التي نرى فيها وزيرا أو محافظا وسط الشارع يتبادل الحديث الجاد مع الجمهور، ويستمع باهتمام صادق لكل من لديه ملاحظة أو انتقاد أو اقتراح، ويرد على كل تفصيلة مهما صغرت.
هذه المشاهد جديدة علينا، حيث جاء بعض المسؤولين إلى مناصبهم، في سنوات سابقة، ولم نرهم أو نعرف ملامحهم أو أحيانا حتى أسماءهم.. لقد تغير الوضع منذ تشكيل حكومة الدكتور مصطفى مدبولي الأخيرة، فالدكتور مدبولي يجتمع بالوزراء الذين تتكامل تخصصاتهم، فمثلا يجتمع بوزير الإسكان ومحافظي المدن الكبرى، ويستعرض كل طرف ما قام به من نشاط في مجاله وعرض المصاعب التي تواجهه وينصب النقاش على كيفية تذليل كل العقبات، كما يضم الاجتماع بوزير الصحة بعض المسؤولين عن المستشفيات في ظل التأمين الشامل الذي قرره الرئيس السيسي، وبحث مصاعب نقص بعض الأدوية وكيفية حلها، وهكذا مع كل وزير أو مسؤول تحت سمع وبصر المواطنين.
إن نزول المسؤولين إلى الشوارع أشاع شعورا بالاطمئنان والثقة بجدية الجميع في أداء واجبهم على أكمل وجه، ومن أكثر ما يسترعي اهتمام المواطنين الآن اهتمام الدولة بالصناعة وأنها البوصلة الحقيقية للنهوض بالمحروسة واستعادتها لمكانها ومكانتها، وقد تم تكليف الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل بإعادة فتح المصانع التي أغلقت في سنوات ما قبل ثورة يونيو وتشغيلها بكامل طاقتها وكذلك توطين الصناعات العالمية التي تفتح آفاقا واسعة أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي، بدلا من الاستيراد الذي يستنزف مبالغ كبيرة من العملات الصعبة وكذلك تصدير ما يتم إنتاجه بهدف التصدير، وكذلك يعمل الفريق كامل الوزير على تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وهو ما يوفر ملايين من فرص العمل بقصد القضاء على البطالة قضاء تاما بأسرع ما يمكن.
ومن أشد ما يشيع الطمأنينة في نفوسنا، الاهتمام بمساعدة المصانع المتعثرة على تجاور عثراتها والأخذ بيدها للتعافي التام، انطلاقا من قناعة القيادة التامة بأن مستقبل مصر يكمن في "صنع في مصر".
ومن دواعي فرحتنا الآن أن المكاتب صارت تنتظر عودة الوزير أو المحافظ أو غيره إلى مكتبه بعد انتهاء مهمته في الشارع الذي يضيئه وجودهم فيه، وأعتقد أن كل من نزل إلى الشارع قد لمس عن قرب مدى الفرحة والأمل لدى الجمهور حيث يختلف الأمر جذريا، من محاولة تخيل شكل المسؤول إلى الحديث معه وجها لوجه والتحقق من جدية وعوده بحل المشاكل، وقد قامت «المتحدة» بجهد رائع في ترتيب لقاءات بين عدد من الوزراء والمسؤولين في مدينة العلمين التي استأثرت بمعظم مشاهدي التلفزيون، فضربت أكثر من عصفور بحجر واحد، فمن جهة يتابع المشاهد بشغف حوار المسؤول مع الجمهور، ومن جهة ثانية يزداد انبهاره بالعلمين الجديدة كواحدة من أجمل مدن البحر الأبيض المتوسط على كل صعيد.
ومن بين ما تابعت، لقاء وزيرة التنمية المحلية منال عوض التي تحدثت بوعي كامل وصراحة محترمة مع الجماهير وأشارت ضمن ما أشارت إلى تقليص عدد المراجعات لاستصدار الوثائق من 24 إلى 8 وبشرت بتقليل المرور على الموظفين منعا للفساد.
وقد تفاءلت بشدة من كلام الوزيرة وصراحتها الشجاعة وهو ما يعمق الثقة لدينا بأننا مع حكومة جديدة فعلا وجادة في التخفيف عن المواطن وعدم تعرضه لابتزاز الفاسدين، وهو ما يعني أن هذا سيكون نهج جميع المسؤولين من أكبرهم إلى أصغرهم على طريق نهضة المحروسة، النهضة الجديرة بأم الدنيا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً