الأحد، 08 سبتمبر 2024

06:32 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

فريدة الشوباشي تكتب: كيف نصدقهم؟

فريدة الشوباشي

فريدة الشوباشي

A A

أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ إنشاء الدولة الصهيونية بقرار اللورد البريطاني بلفور، وعلى أساس أبشع أكذوبة في التاريخ «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». 

حرب غزة، الأكثر وحشية في التاريخ، والمتواصلة للشهر العاشر على التوالي، والجدير بالملاحظة في هذه الحرب أنها بين دولة نووية وبين شعب أعزل بهدف طرده من أرضه أو إبادته، ويشهد بذلك كم الضحايا الذي يعد بعشرات الآلاف ومعظمهم من الأطفال والنساء الفلسطينيين.

وما كشفت عنه هذه الحرب هو الدور الأمريكي المدمر والمُعادي للقوانين الدولية ولأبسط قواعد الإنسانية، فالرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن بأعلى صوت أنه صهيوني وأن أمن إسرائيل هو أمن الولايات المتحدة الأمريكية، وأمن إسرائيل في نظر رئيس الدولة التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان يكمن في حمايتها من أية قوانين أو قرارات دولية تحاول مساعدة الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه والعيش فيها بسلام، وباستخدام حق الفيتو الذي يشل أي إقرار بالحق.

كما أن الولايات المتحدة تمد دولة الاحتلال بكميات هائلة من أسلحة الدمار كما لو كانت تواجه جيشا كبيرا وليس شعبا أعزل أو منظمة فلسطينية هي حماس، وما يدعو إلى السخرية من محاولات أمريكا إدعاء حيادها، والأدهى أنها تسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة! لأن الجواب بسيط، وهو إذا كان الرئيس الأمريكي جادا في رغبته بوقف إطلاق النار فالحل الواضح للطفل والشيخ، هو أن تكف بلاده عن تزويد إسرائيل بأشد الأسلحة فتكا مما أدى حتى الآن إلى استشهاد نحو أربعين ألف شهيد وتسعين ألف مصاب، وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين.

هذا بالإضافة إلى تدمير المستشفيات والمنازل ومنع أية مساعدات طبية أو غذائية لإجبار أبناء القطاع على ترك أراضيهم، كما أن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو مد نطاق وحشيته إلى الضفة الغربية واستجلب آلاف المستوطنين لطرد الفلسطينيين من مساكنهم والاستيلاء عليها.

المهم أن هذه الجرائم التي لا مثيل لوحشيتها، مستمرة دون رادع تحت سمع وبصر العالم بأسره، ونتنياهو لا يكف عن التهديد بالمزيد من الضحايا ومعارضة حل الدولتين الذي تؤكد مصر أنه وحده كفيل بإعادة السلام إلى الإقليم.

أمريكا تشهد ذلك كله دون مراعاة لفقدان مصداقيتها أمام الشعوب العربية وسقوط قناع الدفاع عن الإنسان وحقوقه كما تشدقت سنوات طويلة، مما انعكس أيضا على الشباب في أنحاء الكرة الأرضية، بما في ذلك الولايات المتحدة التي اندلعت فيها مظاهرات الشباب ضد حرب الإبادة في غزة والمطالبة بالاعتراف بالشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

لقد فقدت أمريكا مصداقيتها خاصة بادعائها رغبتها في وقف القتال في غزة، وهي في كل مرة تزود إسرائيل بأسلحة أشد فتكا، وأعتقد أنها وراء تصريحات نتنياهو الأخيرة التي يتهم فيها مصر بالسماح بتهريب أسلحة إلى القطاع، ولا أحد يطالبه بتقديم أي دليل على ما يدعي، خاصة والكل يعلم أن قرار الرئيس السيسي برفض تهجير فلسطينيي القطاع إلى شبه جزيرة سيناء واعتبار ذلك خطا أحمر، وهو ما حال دون تصفية القضية الفلسطينية، وبذلك أفشل المخطط الأمريكي الصهيوني.

وإن شاء الله مصر قادرة على مواجهة كافة المؤامرات بحكمة قائدها وعظمة جيشها، وأرجو أن يستجيب الله لدعائي بأن يمد في عمري ولو يوما واحدا بعد تفكك الولايات المتحدة لنصفها بالولايات المتحدة سابقا، كما وصفنا الاتحاد السوفييتي بعد انهياره.