محمد رزق يكتب: "طلعت مصطفى" روجت لمشروعها الجديد بسياحة التقاعد
المهندس محمد رزق
لم يكن مشروع هشام طلعت مصطفى بالساحل الشمالى مشروعا عاديا هذه المرة، والأمر لا يتعلق فقط بكونه يبنى مدينة متكاملة وليست قرية، إنما حاول أن يدخل إلى مصر نوعا جديدا من السياحة وهى سياحة التقاعد، كثير من الأوروبيين يبحثون بعد تقاعدهم عن مدن سياحية يشعرون فيها بالراحة والاستجمام التام بعد انتهاء مدة عملهم ، وهو الأمر المعمول به فى عدد من الدول بالعالم.
ووفقا لمؤشر التقاعد العالمى الذى يصدر سنويا توجد العديد من المدن التى يستهدفها الوافدون منها مدينة الغارف فى البرتغال وفاليتا فى مالطا وبويرتو فالارتا فى المكسيك وليوبليانا عاصمة سلوفينيا والقاسم المشترك بين هذه المدن هى الراحة وسحر الطبيعة والشواطىء الخلابة.
سياحة التقاعد توجد العديد من الدول الأفريقية والأوروبية،وأصبحت ظاهرة مهمة خاصة في دول أوروبا الغربية وشمال أوروبا، حيث يذهب المتقاعدون صوب الأماكن الدافئة نسبيا في جنوب القارة خاصة في اليونان وإيطاليا ومالطا والبرتغال واليونان وغيرها من الدول الدافئة والأرخص بشكل ملحوظ، وخلال الفترة الأخيرة أصبح بعض السياح يذهبون نحو المغرب وتونس والإمارات كنوع من سياحة التقاعد بسبب توافر كل البنية التحتية المشجعة على هذا الأمر.
وسياحة التقاعد، هي أحد أنواع السياحة التي تلقى رواجا كثيرا في العديد من دول العالم، وأصبحت مصدر مهم من مصادر الدخل القومي في كثير من البلدان، إذ خلق ظروف مواتية تتيح للسياح من مختلف دول العالم بأن تأتى البلاد، وهناك المدن السياحة الخلابة والفيلات والوحدات السكنية التي تطل على مناطق رائعة، والاسترخاء والسياحة العلاجية تتيح لهم البقاء في البلاد.
هنا سؤال يطرح نفسه ما الذي تحتاجه، سياحة التقاعد؟ تحتاج إلى خلق بيئة مواتية وتجهيز مشروع وطني للدعاية لهذه المناطق وفى مقدمتها المشاتي ومناطق الاستجمام وأماكن إقامة طويلة نسبيا بأسعار معقولة بخلاف الأسعار الفندقية المعتادة، كما تحتاج سياحة التقاعد لخلق مناخ جيد لمستثمر محلي يبني فندقا ومطعما، أي أننا نحتاج إلى تهيئة المناخ التشريعي لخلق مستثمر.
الدولة بالفعل بدأت تنتبه خلال الفترة الأخيرة لهذا الأمر، لذلك عملت على إنشاء مدن سياحية جديدة مطلة على الساحل الشمالي من أجل تشجيع هذا النوع من السياحة، من خلال تشجيع رجال الأعمال والمستثمرين المحليين على الدخول في شراكات لبناء مدن سياحية عملاقة تتضمن فيلات ووحدات سكنية في أفضل الأماكن السياحية، وجعل شركة قطاع خاص هي من تتولى الوساطة بين الملاك والراغبين في الإقامة في وحدات هذه القرى والمدن .
الدولة المصرية عملت على توفير الخدمات المعيشية علي النمط الثقافي الأوروبي وكذلك توفير الخدمات الصحية وخاصة الخدمات المرتبطة بصحة الشيوخ والعجائز وكبار السن، فلابد من الاهتمام بسياحة التقاعد التي ظلت لسنوات في مصر تقتصر على بعض دول الخليج، حيث يوجد 600 ألف سعودي يقيمون إقامة دائمة في مصر، وغالبية هؤلاء السعوديين من أصحاب المعاشات الذين فضلوا الإقامة في مصر لأسباب عديدة، وكذلك هناك نسبة كبيرة من المقيمين الخليجيين تربطهم صلات نسب مع المصريين كما أن غالبيتهم يمتلكون العقارات التي يقيمون فيها في مصر.
الاهتمام بسياحة التقاعد فرصة مهمة، ومصر تمتلك العديد من المقومات لتحقيق طفرة كبيرة في هذا المجال خلال السنوات الراهنة، خاصة أن المقصد السياحي المصري يتمتع بمزايا تنافسية فريدة والتي من شأنها أن تصبح عاملا حاسما في استقطاب هذا النوع من السياحة، مثل الطقس المعتدل ومتطلبات المعيشة الرخيصة، وحجم الأمن والاستقرار، بجانب الموقع الجغرافي القريب من القارات الثلاث، وكذلك مصر تمتلك مقومات سياحية هامة ومميزة، تجعلها قادرة على جذب السياح من كافة دول العالم، وهو ما يتطلب خطة تسويق جيدة ودراسة السوق السياحي بشكل دقيق، وهذا ما عملت عليه مصر الآن من خلال تدشين مهرجانات عالمية على الساحل الشمالي وتدشين حملات إعلامية ضخمة تستعين فيها بكبار نجوم السينما العالميين للترويج للمناطق السياحية في مصر.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً