الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:26 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

هاجر موسى تكتب: الإنسانية والجماعات البشرية

الكاتبة هاجرموسى

الكاتبة هاجرموسى

هاجرموسى

A A

يولد الإنسان في المجتمع وقد اختاروا له اسمه وديانته ولكنهم لم يسألوه عن رغبته في تلك الاختيارات، فينضج وهو يرى أن النجاح في الاستمرار بالقبول بتلك الفرضيات وتتعلق وجهة نظر الفرد الذي يطمح إلى تحقيق السعادة والرضا المجتمعي، بالطاعة لمن أعطاه تلك المكانة ويترتب عليه معرفة الله، وفقا لتلك الفرضيات ومنها تنشأ رغبة الفرد في التجمع مع الناس أمثاله، حتى يستطيع سد العجز الاجتماعي وتوفير العيش لنفسه دون التفكير في كيف يحيا الآخر المختلف عنه إيدلوجيا أو دينيا أو حتى ثقافيا، وبالطبع طبيعته الإنسانية لم تنشأ على تقبل الآخر وتمنى الخير له، لأن الميول المجتمعية أنشأت أفرادا ترفض وتخاف من المجهول وتشعر بالقوة عند الاتحاد مع كل متشابهة والتنافر مع كل مختلف خوفا من التغيير.

مما سبق تتضح حقيقة أغلب الأفراد ممن تربوا في جماعات ترفض الآخر وتميل لسلوك القبيلة التى تدعو لنبذ المختلف عنهم واعتبار الجماعة هي الأساس في المجتمع والنظر لغيرهم، بأنه لا يتبع القواعد السليمة وكأن الله يتبع مؤسسة معينة، لهم فقط الحق فيها نظرا لعضويتهم الدائمة معه.

من هنا يأتى التسامح الدينى وحرية الأفراد لأن الله لم يفوض أحدا في أن يفرض على أي إنسان دينا معينًا، لأن الله رب العالمين وليس رب دين معين، هو رب كل البشر ولا يتبع مؤسسة معينة ولم يطلب من أحد الالتزام بطقوس معينة، بالعكس الله ترك لكل إنسان حق الاختيار.

ولكن للأسف عقيدة الاختيار ومبدأ التسامح تم تجاهلهم من المتشددين عبر العصور وتم التلاعب بعلم العقيدة وهو "علم اللاهوت" في المسيحية وعلم "الكلام" في الإسلام.

حيث يعرف بالعلم الذي يتيح الحرية والنقاشات في الأديان، ولكنه تحول لوسيلة يتم بها تكفير المختلف لأنهم تناسوا تحديد بنود الإيمان وتم التركيز على تكفير من ترك هذا الإيمان أو لم يلتزم ببنوده، على سبيل المثال ما حدث في الماضي من تكفير لجاليليو وقتل لسقراط الذي رفض الدفاع عن نفسه، وما حدث للحلاج وابن رشد من تكفير وقتل، حتى في العصر الحديث قاموا بقتل المفكر فرج فودة دون أن يسمع قضاة العقيدة رأيه أو وجهة نظره.

من هنا تظهر الشرور الناتجة عن الجماعات الإنسانية والصراعات التى تتم بين جماعة مع الجماعات الأخرى، بل يظهر عجز المجتمع الذي يدعو للتعددية والتعامل بإنسانية مواجهة التعصب الدينى.

لذلك الحفاظ على التراث الأخلاقي للبشرية وجعل التعاملات بين البشر تعاملات إنسانية دون النظر لديانتهم أمرا في غاية الصعوبة منذ القدم، لأن الغالبية تظن أن كل المشكلات المجتمعية والاقتصادية والسياسية أساسها مشكلات دينية والكل يظن أن دينه هو الصحيح وله الحق في أن يحكم المجتمع، بدليل ظهور بعض الشيوخ يدعون لتحجب النساء حتى ينتهي الغلاء، وظهور آخرين يدعون للتدين، حتى تنتهي موجات الحر التى تأتى من جهنم دون النظر للمشاكل المناخية. 

لذلك يجب نشر ثقافة قبول المختلف على الجانب الإنسانى وتغيير المناهج الدراسية وتغيير الرسائل الإعلامية، التى تعطي الحق لأي إنسان أن يتصور بأنه خلق لأن ينزل العذاب بالمختلفين أو أن يحول الآخرين إلى عقيدته أو أن يجبرهم كذلك على نشر الوعي بثقافة التسامح، بين أولئك الذين يعتقدون عقائد مختلفة وإزالة العوائق الدينية والتعامل بين الأفراد على أساس مدنى وليس دينيا وإعلاء قيمة الإنسانية، وهو مصطلح ذو معان متعددة لا يدركها إلا البشر ذو الفطرة السوية، لأن كل أفراد الدولة هم مجتمع بشري واحد لهم الحق بالتساوي في الخيرات المدنية وعليهم نفس الحقوق وامتلاك نفس الأشياء، مثل المال والأرض ولهم نفس الواجبات دون التفرقة بينهم على أساس النوع أو الدين أو الشكل، وفقا لمبادئ حقوق الإنسان وهي مبادئ الإنسانية.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search