الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:43 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

أيمن غانم يكتب: فساد الضمائر يدمر الأمم

أيمن غانم

أيمن غانم

A A

يقول حافظ الأسد في مقولة شهيرة له، أنا أستطيع أن أضع لكل موظف بالدولة عسكري يراقبه؛ ولكن لا أستطيع أن أضع لكل موظف ضمير، يعد الضمير الإنساني من أهم المميزات التي ميزها الله تعالى لابن آدم عن باقي الكائنات الأخرى التي خلقها، والضمير إن غاب أصبحنا في هلاك وانتشر الفساد وضاعت حقوق العباد والبلاد.

والضمير له صحوة داخلية يخرج في مواقف كثيرة لقول كلمة حق أو نصرة مظلوم أو إيقاف فساد قد يحدث ويضر بالمجتمع أو بأشخاص، وأن تكون إنسانا وصاحب ضمير حي في هذا الزمن الغريب الذي يعج بأشباه البشر هو أمر ليس بهين.

الضمير الحي لدى الإنسان إن ضاع أو قل قد يهدم أمم ومجتمعات ويضيع حقوق، فالموظف في مكانه إن ضاع ضميره ضاعت حقوق العباد والمؤسسة، وهذا الموظف أو المسئول وقتها قد يفعل أي شيء، يكسر قوانين، يظلم ويهدر حقوق لجني حق غير حقه.

وانعدام الضمير قد يخلق بيئة فاسدة في المؤسسات وفي سائر المجتمع، إذ يعد الفساد من أخطر ما يمكن وصفه لتدمير المجتمعات، والفساد هو الوحش الذي طالما تربص بأحلام الشعوب ومقدراتهم، وهو الظاهرة التي تغشها أعتي الحكومات في جميع دول العالم لكونه خطراً كارثياً، وهنا شرعت الدول المئات من القوانين لمحاربته.

إن الفساد صناعة ليست وليدة اللحظة بل لها علاقة وطيدة مع الجهل، وتساهم التنشئة الاجتماعية للفرد بشكل مباشر في ترسيخ قابليته لأن يكون فاسداً ومنعدم الضمير بلا منازع، فالأسرة لها فارق كبير جداً في تكون اللبنة الأساسية للفاسد داخل الإنسان لتصديره بعد ذلك إلى المجتمع ليصبح بعدها وحشاً من وحوش الفساد، من خلال سلوكه التربوي الذي نشأ عليه كعدم احترام خصوصية الغير، المحاباة، استعمال المحسوبية والوساطة في نزع حقوق الغير لنفسه، الرشوة، وتعد تلك الأمور هي بداية فساد المجتمع والتي بدورها إن تفاقمت أهدرت موارد الدولة وانتشر الفساد والفاسدين في كل شبر في المجتمع وحتى داخل كافة المؤسسات.

والفساد ظاهرة كارثية تحدث وتنتشر في المجتمعات نتيجة الغياب التام للرقابة الذاتية للفرد والمتمثلة في الضمير الإنساني والمبادئ والرقابة العامة والمتمثلة في القوانين والضوابط  التي شرعتها الدولة لمحاربة الفساد، وهنا يظهر جليا عندما تكون هناك سلطات فاسدة لا يمكن أن تضمن وجودها إلا في مستنقع مجتمعات فاسدة لا تكترث لشيء والتي تبدأ من المواطن.

الفساد لا يفرق بين غفير أو وزير كل منهم يمارسه على مستوى المنصب والمحيط الذي يتواجد فيه ويختلف بدرجاته والتي في النهاية يعرض المال العام للاستنزاف أو ضياع حقوق البلاد والعباد، وإن لم تسيطر القوانين الرقابية عليه قد تتسع دائرته أكثر فأكثر في مفاصل المؤسسات، وحتى عقول الناس لتصبح عادات يومية لدى كل فرد في المجتمع، وهنا يصعب القضاء على الفساد نهائياً إن وصل لتلك المرحلة المعقدة وقد يصبح حلما بعيد المنال.

وفي النهاية الضمير أمانة إن صلح صلح المجتمع وإن فسد فسد المجتمع كله.


تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search