عروض الشركات العقارية فرصة للعميل وتحدي للمطورين (خاص)

شهد القطاع العقاري في الآونة الأخيرة طرح عدد من العروض المغرية التي تقدمها الشركات العقارية الكبرى، مثل أنظمة سداد تصل إلى 12 عامًا مع دفع مقدم لا يتجاوز 1.5% فقط.

 وتسببت هذه العروض في تأثيرات متنوعة على السوق العقاري، ما بين فائدة قصيرة الأجل على بعض المطورين الكبار، وتهديدات للشركات الصغيرة التي تواجه صعوبة في التكيف مع هذه التسهيلات.

 ومع تزايد المنافسة، يرى بعض الخبراء أن هذه العروض قد تكون مجرد موجة مؤقتة لن تستمر طويلاً.

موجة العروض منافسة أم ضرر على السوق؟

قال خبراء في العقارات، إن العروض الحالية تأتي في إطار اشتداد المنافسة بين الشركات العقارية الكبرى، التي تمتلك الإمكانات المالية الضخمة التي تمكنها من تقديم مثل هذه التسهيلات ولكن، في الوقت نفسه، حذروا من أن هذه العروض قد لا تستمر طويلاً، وأنها قد تؤدي إلى خلل في توازن السوق.

التأثير على الشركات الصغيرة والمتوسطة

وأشار الخبراء، إلى أن العروض المغرية قد تضر بالشركات الصغيرة والمتوسطة في السوق العقاري، حيث تجد هذه الشركات نفسها في موقف صعب أمام الشركات الكبرى التي تستطيع تحمل تكاليف مثل هذه التسهيلات المالية.

 وقد لفت الخبراء إلى أن هذه العروض غير مناسبة لجميع الشركات العقارية، خاصة الصغيرة منها، نظراً لضعف الملاءة المالية لها مقارنة بالشركات الكبرى.

وأضافوا أن هذه العروض، على الرغم من إغرائها للعملاء، قد تؤدي إلى تعثر بعض المشترين، خصوصاً إذا كانت فترة السداد طويلة مع دفعات سنوية كبيرة. مما قد يعرض العملاء لمشاكل مالية ويزيد من المخاطر على المستثمرين العقاريين.

العروض تؤدي إلى تأثيرات غير مرغوب فيها

وتابعوا خبراء، أن هذه العروض تناسب الشركات الكبرى فقط التي تمتلك عددًا ضخماً من المشروعات وأشار إلى أن الحملات الدعائية المكثفة لهذه العروض قد تخلق انطباعاً غير دقيق لدى العملاء، حيث يظهر لهم أن الأقساط منخفضة، بينما يتطلب الأمر دفع دفعات سنوية ضخمة قد لا يكون العملاء على دراية بها عند التعاقد.

وأكدوا أن مثل هذه العروض قد تضر بالسوق العقاري على المدى البعيد، حيث تركز هذه التسهيلات المالية بشكل كبير على الشركات الكبرى، ما يعزز من تفوقها على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي قد لا تتمكن من تقديم نفس العروض.

العروض فرصة للمطورين الكبار لكن في ظل شروط محددة

في المقابل، اعتبر عدد من الخبراء، أن العروض الحالية تعتبر "جيدة جدًا"، خاصة في ظل غياب منظومة تمويل عقاري فعّالة في السوق. 

وأوضحوا أن الشركات التي تستطيع تقديم حلول تمويلية جذابة ولديها القدرة على تحمل الأعباء المالية، يمكنها الاستفادة من هذه العروض، شرط أن تلتزم بتنفيذ مشروعاتها وتسليمها في مواعيدها، بجانب أن خطر التعثر ليس مرتبطًا فقط بنظام السداد، بل هو أمر يمكن أن يحدث في أي نظام سداد يعتمد عليه المطور، ولكن في النهاية يبقى الأمر مرتبطًا بقدرة كل مطور على التعامل مع هذه التسهيلات وملاءمته لمشروعاته.