رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى
الجمهور الإخباري
رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى

الشيخ خالد حسن يكتب.. (من منّا يملك التكفير؟!)

الشيخ خالد حسن
الشيخ خالد حسن

إن ما نعاني منه الآن الأفكار المضللة، والتي ليست بصلة من الإسلام وديننا الحنيف بشيء، وتلك الأفكار التي تبعد كل البعد عن السماحة والاتسام بالأخلاق، مما يجعل بعض الناس يكفرون بعضهم البعض وهذا ما نهى عنه الإسلام وشرعنا الحكيم، وقد وضح لنا ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم- حيث عاتب أسامة- رضي الله عنه- في قتله للرجل الذي كان في جهينة فعن أسامةَ بنِ زيدٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي سَرِيَّةٍ، فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَطَعَنْتُهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَقَتَلْتَهُ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلَاحِ، قَالَ: «أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا؟» فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ". 
وهذا يعلمنا السماحة وعدم الاندفاع دون التروي والتأنّي، وكيف يكون من حقك أن تكفّر أحدًا وقد نهى الإسلام عن الاستهزاء أو السخرية؟! فما بالك أخي الحبيب إذا كان الإسلام يحافظ على شعور الآخرين بعدم السخرية والاستهزاء، فكيف يكون من حقك أن تكفّر أحدًا ؟! ولابد من أننا لا نلتزم برأي أو نتعصب إليه إلا ما جاء به الإسلام من سماحة وأخلاق، ولا نقدم على فعل شيء إلا بعد التبيّن والتثبّت وهذا ما جاء به القرآن في آياته معاتبًا ما فعلوه الصحابة في قتل رجلٍ بحجة أنه يسلم عليهم تعوذًا منهم فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:" مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ يَسُوقُ غَنَمًا لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا لِيَتَعَوَّذَ مِنْكُمْ؛ فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غَنَمَهُ!! فَأَتَوْا بِهَا النَّبِيَّ ﷺ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا } غير أن السبب إلى ذلك الفكر التكفيري يرجع إلى الانتماء إلى جماعات تطرفية وأخرى تعصبية يسبّون غيرهم إذا خالفوهم في رأييهم بل ويكفروهم وهؤلاء الذين قال فيهم عز وجل في كتابه الكريم( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفعلونَ )، فعليك أخي الحبيب أن تتحلى بما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم- من أخلاق وسماحة بل تسامح ولا تبغض من حولك ولا تسبهم لأنه- صلى الله عليه وسلم- كما ثبت عن عائشة  - رضي الله عنها - ليس بسبّاب ولا لعّان.

( اللهم بلغ بنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا)

تم نسخ الرابط