دماء داخل محراب العلم.. مأساة طالب طعنته أم زميله في «حوش المدرسة»
في صباح يوم امتحاني بإحدى المدارس الزراعية بـ قرية دندرة بقنا، خرج الطلاب من اللجان لتبدأ استراحة قصيرة، ولم يكن أحد يتوقع أن تتحول لحظات الهدوء والسكينة في القلوب إلى مشهد دموي مأساوي بعدما تعالت الصرخات عقب سقوط أحد الطلاب في فناء المدرسة غارقا في دمائه ليترك الحادث الجميع في حالة من الصدمة، فما القصة؟
طعنة سكين مباغتة أسقطت الطالب أرضًا
داخل أروقة أحد المدارس، وبالتحديد في فنائها، حيث كان المدرسون خلال فترة الراحة بيوم امتحاني هادئ، لتهز الأركان صرخة مفزعة جعلت المعلمون والعمال يهرعون إلى مصدر الصوت، وتكون هذه بداية الفاجعة التي كان بطلها شاب حديث السن في منتصف العقد الثاني من عمره، كان يتجول في «حوش المدرسة» لا يتوقع بما تخبئه له الدقائق القليلة المقبلة، سوى تركيزه في انتظار امتحانه التالي، لتباغته والدة أحد زملائه بطعنة سكين غادرة، تاركة إياه ينزف أمام أنظار أقرانه.
تلك الجريمة التي بدت غريبة لوقوعها داخل مكان مقدس له حرمته لا سيما أن المدرسة في إحدى قرى الصعيد؛ كشفت خيوطها تحريات الشرطة لاحقًا بعد جهود مكثفة لمعرفة ملابساتها بسؤال الطلاب الذين رأوا الحادث في مكان الواقعة؛ ليتبين أن السيدة أقدمت على إنهاء حياة الشاب بعد أن أعمتها نيران الانتقام بدافع شيطاني لاعتقادها أن الطالب المصاب قد اعتدى على ابنها.
نقل الطالب للمستشفى
وصلت سيارات الإسعاف إلى المدرسة سريعًا، حيث تم نقل الطالب إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، بينما شرع رجال المباحث في التحري عن الواقعة، المشهد المؤلم في ساحة المدرسة ترك الطلاب والمعلمين في حالة من الذهول والخوف، متسائلين كيف يمكن أن تصل الخلافات إلى ساحة التعليم، إذ تحدث أحد الطلاب بصوت مليء بالرهبة: "ما كناش فاهمين إيه اللي حصل، فجأة لقينا صاحبنا واقع ومغمى عليه.. المدرسة كلها اتقلبت".
صورة صادمة أفزعت الجميع
الواقعة التي حررت عنها نقطة شرطة دندرة محضراً رسميًا ليست مجرد حادثة اعتداء، بل قصة تحكي عن الخلل في القيم التي قد تجعل أماً تتجاوز الحدود لتضع مستقبلها ومستقبل الآخرين على المحك، وبينما يواصل الطالب المصاب كفاحه للتعافي من إصابته، تظل الواقعة جرس إنذار للمجتمع بأن التعليم يجب أن يبقى ساحة آمنة.
