«حتى متصلوش بينا»، القصة الكاملة لمأساة الطالبة كارما في مدرسة التجمع الخامس

ظاهرة خطيرة انتشرت في الآونة الأخيرة كانت السبب الرئيس في إنهاء حياة الكثيرين سواء بالانتحار أو حتى الوفاة من كثرة الضغوط النفسي، فالقلوب باتت تتمزق والمشاعر لم تعد بنفس الصفاء الذي خلقت به، لكن بعدما انتشرت ظاهرة “التنمر”، وتجسدت أسوء صورها في الاعتداء على فتاة في مدرسة بالتجمع الخامس؛ نرصد في السطور التالية قصة “كارما”، ضحية مشاجرة فتيات مدرسة التجمع، وعقوبات «التنمر»، وكيفية مواجهته.

تفاصيل واقعة التعدي على الطالبة كارما في مدرسة انترناشونال

ذهبت الطالبة كارما، إلى المدرسة كما اعتادت صباح كل يوم، ولم تعلم أن يومها سيتحول إلى كابوس لتبدأ واقعة وحشية لم تنكرها طوال حياتها، وبدأ المشهد بمشادة كلامية بسيطة ليتصاعد ويتطور الموقف بين الطالبة، و3 طالبات داخل مدرسة التجمع بالقاهرة الجديدة.

حقيبة كبرى كانت السبب في بداية الواقعة التي تحولت إلى مشكلة استدعت زيارة من وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف، إلى المدرسة، إذ كانت تلك الحقيبة سبب في تعدي طالبة أخرى على الطالبة كارما، حيث قالت المعتدية “أمشي يابنت متتلكعيش”.

وردت كارما: “الشنطة كبيرة أنا بمشي كده ومش بتلكع”، كلمات بسيطة لكنها أثارت شرارة عنف، وسرعان ما اندفعت الفتاة المعتدية على كارما، وفي لحظات انضمت إليها شقيقتها وصديقتها وتصاعدت المشاجرة إلى اعتداء بدني

ليست مشادة كلامية

والد الطالبة «كارما»، قال إن ما جرى مع ابنته ليس مجرد مشاجرة عادية كما روج البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل هو أمر أكبر بكثير، مؤكدًا أن الفيديو الأصلي للحادث مدته دقيقتين ويظهر فيه الطالبات وهن يتعدين على ابنته بشكل واضح أمام صديقاتها.

وأكد أحمد تيسير، والد الطالبة، أن إدارة المدرسة تأخرت في التدخل لفض الشجار بين الطالبات، وأن أحد  المشرفين بالمدرسة هو من أنقذ ابنته من بطش الطالبات عقب إصابته بكسر بالأنف، وقدم لها الفحوصات الطبيبة قبل نقلها إلى المستشفى.

وذكر والد «كارما»، أن أسرة الطالبتين لم يبادروا حتى بالاتصال الهاتفي، سواء بالاعتذار عما بدر من بناتهن أو تهدئه الأمور، بالاطمئنان على حالتها الصحية عقب خضوعها لفحوصات طبية في المستشفى، وهو الأمر الذي دفعه لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في الحادث  متمسكًا بحقها أمام النيابة.

 إدارة المدرسة في واقعة التعدي على الطالبة كارما 

 أعلنت إدارة المدرسة عن اتخاذ إجراءات فورية ضد الطالبات المتورطات في الواقعة “المحرضة، والطالبتين المعتديتين”، حيث تم فصلهن من المدرسة، وإحالة ملفهن إلى لجنة الحماية المدرسية لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، كما تم فرض عقوبات على الطلاب الذين شاركوا في تصوير الحادثة وتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون تدخل لفض النزاع.

وأكدت إدارة المدرسة أنها تتابع التحقيقات عن كثب، وأنها ستتعاون مع الأجهزة الأمنية والنيابة العامة لضمان محاسبة المتورطين في الحادثة.

مشاجرة بين فتيات مدرسة في التجمع الخامس

وتبين بتوجه الأجهزة الأمنية، أن هذه الواقعة ليست جديدة ولكنها حدثت منذ أسبوعين، وتم إحالة الطالبتين المعتديتين على الطالبة “كارما”، للتحقيق من جانب إدارة القاهرة الجديدة التعليمية، ولكن تطور الأمر بقيام مجموعة من الفتيات بالتعدي على زميلتهن بالضرب داخل فناء المدرسة مع التلفظ بعبارات غير أخلاقية؛ لذا تفحص الأجهزة الأمنية مقطع الفيديو الذي تم  تداوله خلال الساعات الأخيرة حول مشاجرة الفتيات داخل المدرسة الدولية في التجمع الخامس لكشف ملابسات الواقعة، وجرى تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.

إخلاء سبيل الطالبات المتهمين بالواقعة 

قررت جهات التحقيق، إخلاء سبيل 3 فتايات "طالبات مدرسة التجمع" المتهمات في واقعة التعدي على زميلتهن في المدرسة بضمان مالي على ذمة التحقيقات.

عقوبات التنمر في قانون العقوبات المصري 

قانون العقوبات المصري، وطبقًا للمادة 189 لسنة 2020، قائلا: «يعاقب الشخص المشرع في حق الآخر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة مالية تبدأ من 10 آلاف جنيه، ولا تزيد عن 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين».

و تضاعف هذه المدة والغرامة في حالة إذا كان الشخص المتنمر، من أقارب الدرجة الأولى للمجني عليه، مثل «الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت»، ولمن له المسئولية في ملاحظته أو الرقابة عليه، أو مسلم لهم بـ موجب حكم قضائي، مثل «الجد أو الجدة أو العم أو العمة أو الخال أو الخالة».