الأبيض الأنيق، ميمي الشربيني وإيفيهاته الساخرة عن دونالد ترامب ( فيديو )
في مفارقة مؤلمة تحمل في طياتها الكثير من الرمزية، إذ تزامن تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية مع رحيل أسطورة التعليق الرياضي ميمي الشربيني، الذي يُعدُّ من أبرز المعلقين في تاريخ كرة القدم المصرية.
رحيل «الشربيني» عن عالمنا يعد فقدًا عظيمًا لعالم الرياضة، فقد كان واحدًا من أبرز الأصوات التي أضافت لذة وبهجة لمباريات كرة القدم المصرية، وترك إرثًا لا يُنسى من العبارات الخالدة التي ستظل محفورة في ذاكرة عشاق الكرة.
أسلوب فريد في عالم التعليق الرياضي
تميز ميمي الشربيني بأسلوبه الفريد الذي جعل منه علامة فارقة في عالم التعليق الرياضي، حيث امتاز بقدرته على صياغة الإيفيهات المميزة التي عكست روحه المرحة وحماسه الشديد للعبة.
ومن أبرز عباراته التي أصبحت جزءً من هوية المشهد الكروي المصري: "أحد مواليد منطقة الجزاء"، "سيمفونية كروية تعزف على أرض الملعب"، و"صاحب الكرافتة الأنيقة"، وغيرها من العبارات التي تبقى محفورة في ذاكرة الجماهير حتى اليوم. كانت تعليقاته تلامس جوانب مختلفة من المباراة، فبينما كان يضيف لمسة من الفخامة على الأداء، كان يثير الحماسة بتعليقاته العفوية والمبدعة.
ياااااااااااااااه على الكرة
ومن بين أكثر العبارات شهرة في تاريخ ميمي الشربيني، كان إفيه "يااااااااااااه على الكرة وإثارتها، ياااااااه على الكرة وحلاوتها"، التي كان يرددها بإيقاعه الخاص لتزيد من حماسة المشاهدين. كما اشتهر أيضًا بإيفيهات مثل "العارضة تحركت سنتيمترات لتمنع هدفًا"، و"صاحب القميص رقم 10"، والتي تحمل الكثير من الذكاء الرياضي وروح الفكاهة التي جعلت من الشربيني شخصًا لا يُنسى في الوسط الرياضي.
مفارقة تاريخية لافتة
وفي مفارقة تاريخية لافتة، تحدث ميمي الشربيني عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحدى تعليقاته، حيث وصفه في سياق حديثه عن يخت ترامب الفخم، قائلًا: "وفي سنغافورة، قرينا إن في يخت الـ بليونير ترامب الأبيض الأنيق، وطول اليخت 90 متر وسعره 120 مليون دولار، وترامب اشتراه بـ 30 مليون دولار واليخت كان أنتج لحساب المليونير السعودي عدنان خاشقجي، لما ندفع 35 ألف في لاعب هنا يبقى كلام فاضي". هذه الكلمات، التي تمثل صورة ساخرة، هي مثال آخر على أسلوب الشربيني الفريد الذي جمع بين الخبرة الرياضية والتحليل الاجتماعي الخفيف.
مسيرة رياضية حافلة
أما عن مسيرة ميمي الشربيني الرياضية، فهي حافلة بالإنجازات البارزة. فقد شارك مع فريق الأهلي في أكثر من 175 مباراة، سجل خلالها 28 هدفًا، ليحقق مع الفريق الأحمر العديد من البطولات المحلية والإقليمية. فاز بأربعة ألقاب دوري بين عامي 1957 و1962، بالإضافة إلى ثلاث بطولات كأس مصر، وكأس منطقة القاهرة وكأس الجمهورية المتحدة. كما شارك مع المنتخب المصري في تحقيق كأس الأمم الأفريقية في عام 1959.
بعد اعتزاله اللعبة، انتقل الشربيني إلى مجال التدريب، حيث ترك بصمته في أكثر من نادي، أبرزها فريق النصر الإماراتي وفريق المنصورة، حيث قاد جيلًا من اللاعبين الموهوبين في السبعينات والثمانينات. كما عمل في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، ليواصل تأثيره الكبير على الأجيال الجديدة من لاعبي كرة القدم المصرية.
يظل ميمي الشربيني رمزًا من رموز الرياضة المصرية، وبرحيله، فقدت الكرة المصرية واحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة التي تركت إرثًا لا يُنسى من الإيفيهات الذكية والمباريات المليئة بالحماسة والروح الرياضية.
وبينما تتشابك الذكريات والتفاصيل حول هذه الشخصية الفريدة، تبقى ذكراه حية في قلوب الجماهير، كما يظل صوته العذب وعباراته المميزة تتردد في الآذان كعلامة فارقة في تاريخ التعليق الرياضي.