بين الحرية والوجع، أسرى فلسطينيون يكشفون معاناة ما بعد سجون الاحتلال
في خطوة هامة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 90 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم العديد من النساء والأطفال.
وجاء هذا الإفراج بعد صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين التي تم التوصل إليها عقب عملية "طوفان الأقصى"، ما أسعد العديد من الأسر الفلسطينية التي انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر، وعلى الرغم من محاولات الاحتلال ترهيب الأهالي، إلا أن فرحة التحرير كانت أقوى من كل محاولات التقييد.
احتفالات فلسطينية رغم محاولات الاحتلال للترهيب
على الرغم من التهديدات الإسرائيلية وفرض القيود على الاحتفالات، خرج الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية للاحتفال بالإفراج عن أبنائهم وأمهاتهم من سجون الاحتلال، ليعيشوا لحظات من الفرح بعد سنوات من المعاناة.
تفاصيل صفقة تبادل الأسرى
في إطار الصفقة، أطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح 90 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 69 امرأة و21 طفلًا، وقد شمل هذا الإفراج 76 أسيرًا من الضفة الغربية و14 من القدس.
وكان هذا الإفراج بعد أن قامت حركة حماس بالإفراج عن ثلاث إسرائيليات تم احتجازهن منذ الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر 2023، وهو ما شكل خطوة كبيرة نحو تخفيف حدة التوتر بين الجانبين.
قصص مؤلمة ومشاعر مختلطة
وفي ذات السياق، كانت مشاهد الفرحة مرفوقة بمشاعر حزن وذكريات مريرة بالنسبة لبعض المحررين، فقد انهارت الأسيرة ضحى الوحش، الطالبة في كلية الطب، بعد تلقيها خبر استشهاد شقيقها أثناء فترة اعتقالها.
وفي تصريحات مؤثرة، وصفت الأسيرة رشا حجاوي الحياة داخل السجون بأنها كانت "قبرًا" أكثر منها مكان احتجاز، بينما أكدت الأسيرة حنان معلواني أن فرحتهم ناقصة دون أن تتحقق آمالهم في غزة.
آلام الأسيرات وتجاربهن في السجون
لم تكن الأسيرات الفلسطينيات مجرد ضحايا للظلم، بل كان لديهن قصص من التضحية والأمل، حيث اكدت الأسيرة براءة فقهاء، التي أفرج عنها، أن رغم كل المعاناة التي عايشتها في السجون، كان حلمها الوحيد هو وقف الحرب على غزة.
أما الأسيرة حنين المساعد، فقد وصفت الحياة في سجون الاحتلال بأنها كانت مليئة بالقهر والمآسي، مشيرة إلى أن ما تعرضن له من معاملة قاسية يفوق ما يواجهه الشباب الفلسطيني.
المرحلة الأولى من صفقة الأسرى
ومن المتوقع أن تستمر الصفقة على عدة مراحل، حيث يتضمن الاتفاق الإفراج عن 1904 أسرى فلسطينيين في المجمل، وتشمل المرحلة الأولى من الصفقة الافراج عن 33 إسرائيليًا محتجزًا في غزة، بالإضافة إلى 290 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد.
كما تتضمن المرحلة إطلاق سراح 95 أسيرة فلسطينية وأطفال، وهو ما يعد خطوة هامة نحو تحقيق العدالة للأسرى الفلسطينيين.