ما المقصود بالتحيات لله والصلوات والطيبات؟ داعية أزهري يوضح (فيديو)
أوضح الدكتور عبد اللطيف سليمان، من علماء الأزهر الشريف، أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يرددون في نهاية الصلاة بعد كل ركعتين أو عند ختام الصلاة وقبل السلام: "السلام على الله من عباده"، "السلام على جبريل وميكائيل"، "السلام على فلان وفلان"، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: "لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا التحيات لله، الصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".
وأكد الدكتور عبد اللطيف سليمان، عبر قناة الناس، أن هذا التصحيح من النبي صلى الله عليه وسلم كان له معنى عميق، حيث كان يوجه الصحابة إلى أن التحيات، التي هي كل صور التقدير والتعظيم، تكون لله وحده، مضيفا أن الله سبحانه وتعالى هو "السلام"، ولذلك لا ينبغي أن نطلب له السلام، بل يجب أن نطلب منه السلامة.
وقال: "إن معنى الصلوات لا يقتصر على الأفعال البدنية فقط، بل يشمل أيضًا الدعاء"، موضحا أنه لا مانع من أن تكون الصلوات في معنى العبادة والدعاء معًا، طالما كانت طيبة وصافية لله سبحانه وتعالى.
كما أوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم خص نفسه بالسلام في الصلاة، فقال: "السلام عليك أيها النبي"، وذلك لأن له حقًا خاصًا على الأمة، فهو الذي هدانَا الله به من الضلال، وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا حريصًا على الدعاء للأمة.
وتابع: "إن التحيات تشمل أيضًا الدعاء بالسلامة لعباد الله الصالحين، الذين هم في السماوات والأرض، فلا ينبغي تخصيص الدعاء بأسماء معينة"، مؤكدا أن قولنا "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" يُصيب كل صالح في هذا الوجود، ويُعبر عن المعاني الكبيرة التي يكتنزها هذا الدعاء.
واستكمل: "إن الشهادتين - شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله - هما أساس التوحيد والإخلاص لله تعالى، وأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعد من أعظم القربات، وهي صيغته التي علمنا إياها: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم".