في ذيل التقييمات الأكاديمية، تقرير OECD يفضح تخلف الإسرائيليين
كشف استطلاع مهارات البالغين الذي نشرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) عن صورة مقلقة للمجتمع الإسرائيلي، حيث أظهرت الدراسة أن مستوى الإسرائيليين في مهارات فهم المقروء وحل المشكلات منخفض للغاية، بينما يظهر لديهم مستوى عالٍ من الرضا عن حياتهم وتقدير مفرط لقدراتهم الشخصية.
شملت الدراسة 31 دولة في العالم وشملت فحص مهارات البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و65 عامًا في ثلاثة مجالات رئيسية: فهم المقروء، الكفاءة الرياضية، وحل المشكلات المتغيرة.
الفشل في اختبارات المهارات، تدني الأداء في جميع المجالات
استندت الدراسة إلى اختبارات أكاديمية شملت مهارات مثل فهم النصوص، حل المسائل الرياضية، والتكيف مع المشكلات المتغيرة.
في اختبار فهم المقروء، كان السؤال حول السبب الذي يجعل شريحة الخبز تجف بينما يصبح البسكويت لينًا، بينما في الكفاءة الرياضية طُلب من المشاركين حساب عدد لفات ورق الجدران المطلوبة لتغطية جدار.
كما طُلب من المشاركين تخطيط مسار تنقل باستخدام تطبيق خرائط.
وقد أظهرت النتائج أن أكثر من ثلث المشاركين في إسرائيل فشلوا في هذه الاختبارات، حيث فشل 34% في الرياضيات و36% في فهم المقروء، بينما فشل 40% في حل المشكلات المتغيرة. كما أن 24.3% من الإسرائيليين فشلوا في جميع الاختبارات.
العلاقة بين المهارات والرفاهية: تناقض مثير في إسرائيل
رغم تدني درجات المهارات، كشفت الدراسة عن ظاهرة غريبة: 80.4% من الإسرائيليين أفادوا بمستوى عالٍ من الرضا عن حياتهم، وهو أعلى من المتوسط العالمي، بينما 67.4% أفادوا بشعورهم بصحة جيدة جدًا، وهو ما وضع إسرائيل في المركز الأول عالميًا في هذا المجال.
هذا التناقض بين تدني المهارات وارتفاع مستويات الرضا يثير تساؤلات حول العلاقة بين الوضع الاجتماعي والرفاهية في إسرائيل.
غياب استراتيجيات حكومية لتحسين المهارات
يشير الدكتور جيل غيرتيل، الذي أعد التقرير، إلى أن الحكومة الإسرائيلية فشلت في اتخاذ تدابير لتحسين مهارات المواطنين رغم النتائج المقلقة التي أظهرتها الدراسات السابقة.
هذه الإخفاقات تؤثر بشكل كبير على قدرة الإسرائيليين على الاندماج في الحياة الاجتماعية والمدنية.
ويُعتقد أن هذا الوضع قد يكون نتيجة لعدم الكفاءة الحكومية أو نتيجة سياسة متعمدة تركز على مجالات أخرى.
نتائج مزمنة: التقدير المفرط في ظل الفجوة المعرفية
النقطة الأبرز التي يعرضها التقرير هي العلاقة بين مهارات المواطنين في إسرائيل ومستوى تقديرهم الذاتي.
يوضح غيرتيل أن هذا التقدير المفرط لأنفسهم قد يفسر الرضا المرتفع عن الحياة رغم تدني المهارات، ما يؤدي إلى نوع من النرجسية في المجتمع الإسرائيلي.
هذه الظاهرة يمكن ملاحظتها في تصرفات العديد من الشخصيات العامة في الكنيست ووسائل الإعلام.
تأثيرات على الحياة الاجتماعية والسياسية في إسرائيل
يخلص التقرير إلى أن المهارات المحدودة للمواطنين الإسرائيليين تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وقدرتهم على التكيف مع التغيرات، ما يطرح تساؤلات حول المستقبل الاجتماعي والسياسي لإسرائيل في ظل هذه الفجوة الكبيرة بين المهارات الشخصية والتقدير الذاتي المفرط.