شحاتة زكريا يكتب.. مصر و خطوات ثابتة نحو المستقبل رغم التحديات
عندما ننظر إلى خريطة العالم اليوم، نجد أن الدول القادرة على الصمود أمام الأزمات الكبرى هي تلك التي تمتلك رؤية واضحة واستراتيجية شاملة تعتمد على العمل الجاد والاستثمار في الإنسان والبنية التحتية.
في هذا السياق تبرز مصر كنموذج للدولة التي قررت، أن تحول التحديات إلى فرص، وأن تضع أقدامها بثبات على طريق التنمية المستدامة رغم كل العقبات.
خلال السنوات الأخيرة، واجهت مصر أزمات اقتصادية وسياسية متشابكة، بعضها كان نتيجة عوامل داخلية وأخرى بسبب تداعيات إقليمية ودولية خارجة عن السيطرة.
ورغم ذلك لم تستسلم الدولة لهذه الأوضاع المعقدة، بل اختارت أن تتعامل معها بمرونة وذكاء، من خلال التخطيط الاستراتيجي وتنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة، ساهمت في تحقيق نقلة نوعية على أكثر من مستوى.
إحدى العلامات الفارقة في مسيرة مصر التنموية كانت إعادة بناء بنيتها التحتية حيث أدركت القيادة أن أي نمو اقتصادي لا يمكن أن يتحقق دون شبكات طرق حديثة، ومشروعات طاقة متطورة، وخدمات لوجستية متكاملة.
هذه المشروعات ليست مجرد استثمارات في الحجر بل هي استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، وتهيئة البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات وتعزيز قدرة الاقتصاد على مواجهة الأزمات.
ورغم أن هذه المشروعات قد تسببت في تحمل المواطن المصري بعض التحديات الاقتصادية على المدى القصير إلا أن النتائج التي بدأت تظهر تؤكد أن الدولة تسير على الطريق الصحيح.
فالتوسع في المدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، ليس مجرد رفاهية بل هو استجابة ضرورية للنمو السكاني المتزايد، ومحاولة لتخفيف العبء عن المدن القديمة مع تقديم نمط حياة عصري يتماشى مع معايير الدول المتقدمة.
إلى جانب ذلك أظهرت مصر وعيًا كبيرًا بأهمية الإنسان في معادلة التنمية، من خلال التركيز على تحسين قطاعات الصحة والتعليم، وبرامج الحماية الاجتماعية التي تستهدف الفئات الأكثر احتياجا، تمثل خطوة ملموسة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان أن يستفيد الجميع من ثمار التنمية.
وفي ظل كل هذه الإنجازات لا يمكن إغفال الدور الذي لعبته القيادة المصرية في تعزيز ثقة الشعب بقدرتها على تحقيق الأفضل، فتحقيق هذه النجاحات وسط ظروف إقليمية مضطربة ومع استقرار سياسي هش في كثير من دول المنطقة هو دليل على قوة الإرادة السياسية، ووعيها بأهمية التواصل مع المواطن وإشراكه في عملية البناء.
اليوم ونحن نشهد تحول مصر إلى نموذج للدولة الحديثة، يمكننا أن نقول بثقة إن التحديات التي واجهتها لم تكن نهاية الطريق، بل كانت فرصة لإعادة تقييم الأولويات ووضع الأسس لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا، إن ما يحدث في مصر الآن ليس مجرد مشروعات أو أرقام بل هو قصة وطن قرر أن يصنع مستقبله بيديه، دون انتظار دعم خارجي أو حلول مؤقتة.
بالتأكيد الطريق لا يزال طويلا، والتحديات لم تنتهِ، لكن إذا استمرت مصر في هذا المسار متسلحة بالعزيمة والإرادة الجماعية، فإنها ستتمكن من تحقيق ما تطمح إليه من نهضة شاملة، تضعها في المكانة التي تستحقها بين الدول الكبرى.