الجمعة، 20 سبتمبر 2024

12:33 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

سليم الشريف يكتب: قيمة الوقت عند أهل الطريق

الشيخ/ سليم محمد الشريف

الشيخ/ سليم محمد الشريف

A A

-التصوف
يقول الإمام الشافعي:  -رضي الله عنه- صحبت الصوفية فاستفدت منهم كلمتين!
الأولى: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك!
الثانية: لا تتحسر على ما فاتك!
ينطلق التفعيل الواقعي للتربية الصوفية في نفس السالك من حقيقة استثمار الوقت وتعمير الزمان بالطاعات، التي يقتضيها شاهد اللحظة الراهنة وتعطير الأنفاس وحراستها، من اغتيال الشيطان لها، ومن لم تجد في نفسه صيانة للوقت وحراسة للزمن من سرقات الغفلة، فالصوفي ابن وقته، والأنفاس حراس، فحين تخونك أنفاسك فتذهب في غير نفع، تتخلى عنك حراسك في غير دفع.

ومما يرثى له ضياع أوقات كثيرين من المتصدرين للمشيخة -إلا ما رحم الله- في غير نفع لأنفسهم فضلا عن مريديهم، وقد وقعوا في مخالفة صريحة للسنة النبوية التي يتمظهرون بمحبة صاحبها -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول صلى الله عليه وسلم: إن الله كره لكم ثلاثا : «القيل والقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال»، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما القيل والقال، فقد بلغ فيه القوم مبلغا عظيما لقد قطعوا شوطا طويلا في الردح والتلقيح متغلبين فائزين على عجائز الجنائز النوَّاحات، فتجد التلاسن وقد تصاعدت عنه أبخرة الهوى وأدخنة النفوس! ولا عجب أن تجد كتائب الألتراس الصوفي التابعة لصاحب الطريقة تلوك وتجتر الفيض النفساني، للقطب الكبير الذي يتبعونه!

وأما عن إضاعة المال فأكل لأموال الناس بالباطل باسم الله وباسم رسوله وباسم آل البيت! 

وهذا مخالف لطريقة السلف -رضوان الله عليهم- يقول الإمام جعفر الصادق: ليس منا من استأكل الناس بشرفه، أو اقتات بصلاح آبائه!
وكان جده الإمام علي زين العابدين -رضي الله عنه- إذا دخل بلدا أخفى نسبه، فحدثوه في ذلك فقال : أخشى أن يعطيني الناس وآخذ باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أرده! إن كانوا قد زينوا جدرانهم بالشهادات فهذه أخلاق السادات.
وأما كثرة السؤال :فالأشياخ والمريدون -إلا ما رحم الله - منغمسون في الفضول الذي لا ينفع متغافلين عن الأصول التي تفيد، كأنهم نباشون!

ولا عجب 
فإن كان رب الدار للإفك لائكا
فشيمة أهل الدار منادمة الكذب
ولو كان القوم قاموا لله كما أمر لاستقام الأمر وانصلح الحال، قال تعالى:
{ ۞ قُلۡ إِنَّمَاۤ أَعِظُكُم بِوَ ٰ⁠حِدَةٍۖ أَن تَقُومُوا۟ لِلَّهِ مَثۡنَىٰ وَفُرَ ٰ⁠دَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا۟ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِیرࣱ لَّكُم بَیۡنَ یَدَیۡ عَذَابࣲ شَدِیدࣲ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٤٦]
نسأل الله السلامة والعافية، يتبع..

search