أحمد الباز يكتب: بدعم لا محدود.. فلسطين قضية مصرية منذ 76 عاما

من يتتبع التاريخ المصري في دعم القضية الفلسطينية، يجد أن القاهرة كانت في قلب القضية ودافعت عنها بكافة الوسائل والسبل قبل حتى بداية النكبة، فلسطين منذ بداية الهجرة الصهيونية إليها وهي محور اهتمام الأمن القومي المصري، مع بداية حرب 1948، قدم الجيش المصري جنوده وأبنائه دعما لفلسطين، وحينها اتخذت الدولة المصرية قرارا مصيريا بتدخل القوات المسلحة لمساندة القضية ومواجهة القوات الإسرائيلية المدعومة من الغرب، لهذا كانت القاهرة هدفا للغرب في العدوان الثلاثي عام 1956 وكذلك هدفا ل لعدوان إسرائيل فى 5 يونيو 1967، الذى غير الأوضاع في الشرق الأوسط.

ويخطئ من يظن أن مصر حاربت في 6 أكتوبر من أجل نفسها فقط، بل كانت الهدف الأسمى هو الدفاع عن الوطن العربي بأكمله ضد الأطماع الإسرائيلية، ففي أكتوبر 1973 تمكنت مصر من فرض النزاع العربي الإسرائيلي على الساحة الدولية، واستعادة أراضيها المحتلة بالحرب والسلام، وإشراك منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمرات السلام لاستعادة الحقوق الفلسطينية، فدائما مصر تطلع بدورها تجاه أشقائها العرب وتقوم بما تحمله من مسؤولية تاريخية وقومية وأخلاقية، وهو ما ثبت في الأزمة الفلسطينية، وقبلها في الأزمتين السودانية واليمنية.

مصر لا تحيد عن مبادئها وهي مبادئ متسقة وتخدم مصلحة الشعب المصري وتعفيه من الأضرار الناتجة عن التجاذبات والاستقطاب والانجرار إلى مواضع الأزمات، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن مصر شاركت فى التوقيع على اتفاق أوسلو سبتمبر 1993، وبعد المفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية تم تشكيل سلطة فلسطينية انتقالية منتخبة لمرحلة انتقالية لا تتعدى خمس سنوات تؤدى إلى تسوية نهائية على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي.

كما شهدت مدينة طابا المصرية توقيع الاتفاق المرحلي لتوسيع الحكم الذاتي الفلسطيني، ثم التوقيع النهائي في واشنطن 28 سبتمبر 1995، وتطبيقا للاتفاق انسحبت إسرائيل من المدن الكبرى في الضفة الغربية، جنين وطولكرم ونابلس وبيت لحم، ثم قلقيلية ورام الله، أما فى يناير 1997 فتم التوقيع بجهود مصرية على اتفاق الخليل حول الإطار العام للترتيبات الأمنية فى المدينة والمراحل التالية من إعادة الانتشار.

مصر دائما تقف مع الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة وهو موقف واضح منذ حرب 1948، وآخرها رفض التهجير، وهذا موقف هام جداً في صالح المشروع الوطني الفلسطيني، خاصة أن هناك تنسيق على اعلى المستويات بين القيادتين الفلسطينية والمصرية لوقف العدوان، ومنع التهجير وإدخال المساعدات الإنسانية لأبناء شعبنا في قطاع غزة، فدعم حقوق الأشقاء وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، هي السياسة التي تنتهجها مصر وتستمر عليها وأثبتت نجاحا في الماضي وحماية الشعب المصري من كثير من التداعيات التي ترتبت على الأوضاع المضطربة في المنطقة.

حرصت مصر على تغطية كافة مراحل القضية الفلسطينية، وتتنوع الجهود المصرية كافة الأصعدة، أي الصعيد السياسي والاقتصادي التنموي والأمني وكذلك المجتمعي – الإنساني، كما أشرفت على مسار المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، بهدف بدء مسار المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين، وبعد أن تم تأجيل الانتخابات الفلسطينية التي كان من المقرر لها فى مايو 2021، بسبب رفض إسرائيل التصويت فى القدس، أشرفت الدولة المصرية على اجتماع القاهرة للفصائل الذي مثل نقطة فارقة فى إنهاء حالة الاحتقان الداخلية بعد تأجيل الانتخابات.

مصر قلب العروبة النابض، كانت ولا زالت وستكون، والمبدأ المصري الثابت، وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مشاركة بالقمم العربية السابقة، وهو مبدأ أن الأمن القومي العربي لا يتجزأ.

كما أن مصر تتولى رأس الحربة في مواجهة الأكاذيب الإسرائيلية، خاصة مع تصريحات وزير الخارجية سامح شكري الذي أعلن أن مصر ترفض رفضا تاما محاولات لي الحقائق من جانب إسرائيل وإلقاء المسؤولية على الآخرين، خاصة أن مصر منذ بداية الأزمة ومعبر رفح مفتوح بشكل دائم وتسعى بكل الوسائل وبالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين بتوفير المساعدات وإن كانت غالبيتها كان مصدرها المجتمع المدني المصري والحكومة المصرية التي بلغت نحو 65%.

سياسة مصرية وطنية وقومية ثابتة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق شعبها، ولقد كانت فلسطين ولا زالت بالنسبة لمصر أمن قومي ووطني حاربت من أجله مصر الشقيقة، ووقفت دائماً داعمة لحقوقنا المشروعة، والتنسيق الفلسطيني- المصري مستمر على مدار الساعة، فمصر قدمت وما زالت جهود كبيرة في سبيل تأييد المجتمع الدولي لقضية فلسطين، وهذه الجهود أسفرت عن تأييد دولي غير مسبوق لعضوية فلسطين بالأمم المتحدة، لاسيما أن وجود مصر في هذا التداخل مع جنوب أفريقيا سيعني مزيدًا من الضغط السياسي والقانوني على إسرائيل وإعطاء زخم أكبر للدعوى، كما أن إعلان مصر التدخل في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية جاء نتيجة انسحاب إسرائيل من مفاوضات إتمام الهدنة وتبادل الرهائن.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.