أماني الماحي تكتب .. مواجهة تحديات تغير المناخ ودور شركات التأمين
أماني الماحي
أماني الماحي
بالتأكيد، يعد الطقس موضوعًا لا ينضب نظرًا لتأثيره المستمر على حياتنا والعالم من حولنا، مما يحفز فضولنا ويدفعنا لاستكشاف تعقيداته.
في 16 أبريل 2024، شهدت دولة الإمارات أحداث مناخية طارئة حيث تأثرت الدولة بظاهرة جوية غير عادية، تسببت في هطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية قوية. استمرت هذه الظواهر لساعات متواصلة، مما أدى إلى فيضانات في بعض المناطق وتأثيرات سلبية على الحياة اليومية .
وبالنسبة لقطاع التأمين، فإنه سوف يزيد حجم المطالبات بالتعويضات عن الأضرار الناتجة عن الفيضانات ، وهذا قد يؤدي إلى تغييرات في تقديرات المخاطر وتكاليف التأمين، مما يتطلب من شركات التأمين إعادة تقييم استراتيجياتها وتحديث سياسات التأمين للتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة.
يشكل تغير المناخ تحديًا كبيرًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)، حيث تشهد درجات الحرارة ارتفاعًا متصاعدًا وتغيرًا في نمط هطول الأمطار وتزايد تكرار الظواهر الجوية الشديدة. ومع تصاعد هذه الاتجاهات، يلعب قطاع التأمين دورًا حيويًا في التخفيف من تأثير المخاطر المرتبطة بالمناخ وتعزيز القدرة على التحمل. من خلال استخدام تحليلات البيانات والشراكات التعاونية والأدوات الابتكارية، يقود مقدمو الخدمات التأمينية جهود مكافحة تحديات التغير المناخي.
اتجاهات تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
1. ارتفاع درجات الحرارة:
تشير بيانات العلماء المناخيين إلى ارتفاع متواصل في درجات الحرارة عبر منطقة الخليج وشمال إفريقيا. يزيد هذا الارتفاع من خطر الأمراض المرتبطة بالحرارة، ويزيد من الطلب على التبريد، ويشكل تحديات لإدارة الموارد الزراعية والمائية.
2. تغير نمط الهطول:
تتوقع النماذج المناخية تغيرًا في نمط الهطول، مما يشمل زيادة في التباين والشدة في حالات الأمطار مع فترات طويلة من الجفاف. يسهم هذا في ندرة المياه وتآكل التربة وزيادة مخاطر الفيضانات والانهيارات الأرضية.
3. الظواهر الجوية الشديدة:
تضاعفت تكرارية وشدة الظواهر الجوية الشديدة مثل الموجات الحارة والعواصف والفيضانات في السنوات الأخيرة، مما تسبب في أضرار هائلة للبنية التحتية والممتلكات وسبل المعيشة عبر المنطقة.
المطالبات الناتجة عن الأحداث المرتبطة بالمناخ:
1. أضرار الفيضانات:
مع زيادة حالات الفيضانات السريعة من المتوقع زيادة المطالبات التأمينية المتعلقة بأضرار الممتلكات وتوقف الأعمال والخسائر في البنية التحتية بشكل كبير.
2. الأمراض المرتبطة بالحرارة:
قد تتصاعد المطالبات بالتأمين الصحي بسبب الأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل الإغماء والجفاف ومشاكل التنفس، مما يستدعي العلاج الطبي والإقامة في المستشفى.
3. خسائر المحاصيل:
قد ترتفع مطالبات التأمين الزراعي نتيجة لخسائر المزارعين بسبب ندرة المياه وتدهور التربة
استراتيجيات التخفيف من المخاطر:
التدابير الاحترازية والأدوات للمرونة المناخية:
1. الاستثمار في البنية التحتية:
ينبغي على الحكومات وأصحاب المصلحة في القطاع الخاص الاستثمار في مشاريع البنية التحتية المتينة، بما في ذلك الدفاعات من الفيضانات، وأنظمة الصرف الصحي، ومرافق إدارة المياه، للحد من تأثير المخاطر المتعلقة بالمناخ.
2. التخطيط الحضري:
تنفيذ ممارسات التخطيط الحضري المستدامة، مثل المساحات الخضراء والأسطح القابلة للاختراق واستخدام الأراضي الفعال، يمكن أن يعزز المرونة تجاه تأثيرات التغير المناخي ويقلل من الضعف في المناطق الحضرية.
3. التغطية التأمينية:
تشجيع الأفراد والشركات على الحصول على تغطية تأمين شاملة، بما في ذلك التأمين على الممتلكات والصحة والزراعة، يوفر حماية مالية ضد المخاطر المتعلقة بالمناخ ويسهل جهود الاستعادة.
4. مجمعات الأخطار الطبيعية:
إنشاء مجمعات تأمين للاخطار الطبيعية إقليمية يمكن أن يساعد في نشر المخاطر وضمان توافر موارد مالية كافية للاستجابة للكوارث ذات المقياس الكبير، مما يقلل من العبء على شركات التأمين الفردية ويعزز استقرار السوق.
دور التأمين في المرونة المناخية:
1. نقل المخاطر:
يعتبر التأمين آلية حيوية لنقل المخاطر المتعلقة بالمناخ من الأفراد والشركات إلى السوق المالية الأوسع، مما يقلل من العبء الاقتصادي للكوارث ويسهل عمليات الاستعادة.
2. تحفيز التكيف:
من خلال دمج مخاطر المناخ في تسعير التأمين وقرارات التأمين، يحفز شركات التأمين أصحاب السياسات على اتخاذ تدابير للحد من المخاطر والاستثمار في البنية التحتية المتينة، مما يعزز في نهاية المطاف مرونة المجتمع.
3. تحليل البيانات وإعادة التأمين:
تستفيد شركات التأمين من تحليل البيانات وتقنيات النمذجة لتقييم وتسعير المخاطر المتعلقة بالمناخ بدقة.
تلعب إعادة التأمين دورًا حيويًا في توفير القدرة والخبرة لشركات التأمين، مما يمكنها من إدارة وتنويع محافظها الخطرية بشكل فعال.
يتطلب مواجهة التحديات المتعددة المتعلقة بتغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جهدا مشتركا من الحكومات والشركات والمجتمع المدني، مع دور أساسي لصناعة التأمين في تعزيز المرونة المناخية. باعتماد الأدوات الابتكارية والشراكات التعاونية واستراتيجيات إدارة المخاطر الاحترازية، يمكن لشركات التأمين أن تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة للجميع.
توفر أدوات التخفيف من المخاطر التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي رؤى قيمة حول التدابير الفعّالة للتكيف والمبادرات لبناء الصمود. من خلال محاكاة سيناريوهات متنوعة وتقييم الفعالية المحتملة للتدخلات مثل الدفاعات ضد الفيضانات وأنظمة الإنذار المبكر وتحسينات البنية التحتية، يمكن لأصحاب المصلحة اتخاذ قرارات مستنيرة لتقليل الضعف وتعزيز الاستعداد للمخاطر المتعلقة بالمناخ في المستقبل.
التكامل بين الذكاء الإصطناعي (AI)، وتقنيات التعلم الآلي (ML)، والنمذجة التنبؤية يمكن أن يعزز المرونة المناخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) من خلال:
1. تقييم المخاطر والتنبؤ:
يمكن لخوارزميات AI و ML تحليل كميات ضخمة من البيانات لتحديد الأنماط والاتجاهات، مما يسمح بتقييم أكثر دقة للمخاطر والتنبؤ بالمخاطر المتعلقة بالمناخ مثل العواصف والجفاف وموجات الحر.
2. أنظمة الإنذار المبكر:
من خلال معالجة البيانات في الوقت الحقيقي من مصادر مختلفة مثل الأقمار الصناعية الجوية والمستشعرات ، يمكن لأنظمة الإنذار المبكر القائمة على الذكاء الاصطناعي توفير تحذيرات مبكرة حول الكوارث الطبيعية المقبلة، مما يتيح اتخاذ تدابير استباقية لتقليل الأضرار وفقدان الأرواح.
3. تحسين البنية التحتية:
يمكن للنمذجة التنبؤية التي تعتمد على AI تحسين تخطيط وتصميم البنية التحتية من خلال محاكاة سيناريوهات مناخية مختلفة وتحديد الضعف في البنية التحتية الحالية. هذا يساعد في تحديد الاستثمارات بمشاريع البنية التحتية المتينة لتحمل تأثيرات المناخ المستقبلية.
4. إدارة الموارد الطبيعية:
يمكن لخوارزميات التعلم الآلي تحليل البيانات حول توافر المياه ورطوبة التربة وصحة النباتات لتحسين استراتيجيات إدارة الموارد الطبيعية، مثل جدولة الري وخطط استجابة الجفاف، مما يعزز مرونة الزراعة تجاه تغير المناخ.
5. ابتكار التأمين:
يمكن لشركات التأمين الاستفادة من AI و ML لتحسين تقييم المخاطر والتسعير ومعالجة المطالبات، مما يتيح منتجات تأمين أكثر تخصيصًا تحفز جهود التكيف مع المناخ وبناء المرونة بين المؤمنين.
من خلال استغلال قوة الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلي، يمكن للمعنيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعزيز قدرتهم على التكيف مع تغير المناخ، وتخفيف المخاطر، وبناء مستقبل أكثر مرونة للمجتمعات والنظم البيئية.
فوائد الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في الصمود المناخي:
1. دقة محسّنة:
تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة على تحسين دقة نماذج تقييم المخاطر، مما يتيح لشركات التأمين اتخاذ قرارات تحت الكتابة واستراتيجيات التسعير أكثر إفادة بناءً على رؤى مدفوعة بالبيانات.
2. مراقبة في الوقت الحقيقي:
تمكن أنظمة المراقبة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي من تتبع الأنماط الجوية والظروف البيئية والضعف في البنية التحتية في الوقت الحقيقي، مما يسهل الكشف المبكر والاستجابة في الوقت المناسب للمخاطر الناشئة.
3. التخطيط التكيفي:
تسمح أدوات النمذجة التنبؤية بالتخطيط التكيفي واستراتيجيات إدارة المخاطر الديناميكية، مما يتيح لأصحاب المصلحة ضبط تدابير الاستجابة وفقًا للاتجاهات المناخية المتطورة والتهديدات الناشئة.
4. كفاءة التكلفة:
من خلال أتمتة المهام المتكررة وتحسين العمليات التشغيلية، تعزز حلول الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة الكفاءة التشغيلية وتقلل التكاليف الإدارية، مما يتيح لشركات التأمين تخصيص الموارد بشكل أكثر فعالية نحو مبادرات الصمود المناخي.
وفى الأخير يمكننا القول إن دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والنمذجة التنبؤية، قد توفر إمكانات هائلة لتعزيز الصمود المناخي والاستعداد للكوارث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى في مواجهة تغيرات المناخ غير المتنبئ بها. من خلال استغلال هذه الأدوات المتقدمة، يمكن لشركات التأمين وإعادة التأمين وأصحاب المصلحة الآخرين التنبؤ بشكل أفضل، وتخفيف، وإدارة تأثير الأحداث الكارثية، وبناء مستقبل أكثر قدرة على التحمل للجميع.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً