«الأزهر» من الجامع إلى غزة
إسماعيل رفعت - صحفي - باحث دكتوراه في الدراسات الجيوسياسية والانتخابات
بقلم - إسماعيل رفعت
“الأزهر” مؤسسة عملاقة بمعني الكلمة، لا يمكن أن يفضي تحركه إلا إلى فعل حقيقي وقوة تأثير، وإنجاز، مواقفه شريفة وتاريخه مشرف وحاضره يدعو إلى الفخر، ففي شهر رمضان المبارك، والذي نتتوق إليه بعد فراقه، كان الجامع الأزهر في منطقته الشهيرة، وساحاته العامرة يحتضن القلوب الرقيقة التي ارتمت في حضنه الدافئ المشبع بالعلم، لطلاب وافدين هم أبناء مصر وأبناء بلدانهم الأمينة على الإسلام والتي اختارت لهم الأزهر معلما وحاضنا، وتهديهم مصر مدينة بعوث متكاملة جديدة تبنيها بالقاهرة الجديدة تكريما لأبنائها الوافدين، وما تخطط له مصر من استيعاب أكبر عدد وافدين في العالم، ما يعبر عن فكر الرئيس السيسي الذي يحب الأزهر ويحب أهل العلم في العالم وحبه للبشرية، وعن مساعي شيخ الأزهر لتوسيع رقعة العلم.
الأزهر حاضن لـ106 جنسية ومحراب علم ومنبر توجيه عالميا
وبينما يواصل الجامع الأزهر، عمله بضيافة أبنائه الوافدين، كانت دروس العلم على قدم وساق، وقد زرت الجامع العامر الذي أنتج بيتنا كله أبناء وأحفاد، من العلماء الدعاة والصحفيين في الشئون الدينية وكنت أولهم، ومن معلمي اللغة والشرع، ولا سيما أبناء العمومة والأخوال، وامتدادا إلى الأصهار، فهذا حظنا الوفير وفخرنا الدائم، وقد وجدت في الأزهر ما تهفو إلى النفوس وتهوي إليه الأفئدة، فلا دين بلا علم، والدين علم، والأزهر هو بيت العلم، الذي تتسع أروقته لما يزيد عن 106 جنسية تفخر مصر بحبهم وحضورهم إلينا، وأبناء مصر بجوارهم، والعمل دائر يتقدمه رجال الأزهر ورموزه بداية من وكيل الأزهر د. محمد الضويني وأمين عام مجمع البعوث الإسلامية د. نظير عياد، يقودون كتائب التنوير ويتفقدون أبناء الأزهر، بتوجيه من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
الجامع الأزهر يشع نورا في شهر رمضان
الأزهر، جامعا وجامعة دائما يبذلون كافة الجهود من أجل العلم وأهله، ووسط هذا الود والتراحم الذي يجمع الوافدين في باحة الأزهر، يجلس المصريين في داخل المسجد، وتتوالى مجالس العلم و الفتيى، وأحاديث العلم والكلم الطيب، وغزة حاضرة بالساحة العامرة.
الإمام الأكبر يبرز كأهم داعم لغزة
فبينما ينشغل رجال الأزهر بتعليم الناس أمور دينهم ينشغل الإمام الأكبر بغزة العزيزة، ويتحرك تجاهها بوازع فرض العين والمسئولية التي لا تعلوها مسئولية، وفي مسار اتجاه مصر ورئيسها، والواجب الديني والثابت الذي لا يتغير في عقيدة مصر قائدا وحكومة وشعبا ومصر الأزهر رمزا وعلماء وطلابا ومحبين، واقفين على ثغر الإسلام يتحرك الإمام الطيب، يعقد لقاءات ويخاطب ضمير الشعوب، في خطاب يحرك القلوب، وهو الرجل الذي يمتلئ ضميرا وإخلاصا، وبتحركه يتحرك ما يقارب من مليون عالم ودارس في ربوع مصر، ومن خارجها قلوب المسلمين وفي داخل مصر يقف المسلمون بوقوف مصر الأزهر، وحينما يأتي الحديث عن بيت الزكاة والصدقات التابع للأزهر فيتبادر إلى المشهد قوافل الإغاثة العاجلة وبتنسيق دائم مع مؤسسات الدولة، ومن خارج مصر تأتي مساعدات للأشقاء عبر المؤسسة الأزهرية.
الجهود العلمائية في الأزهر ومؤسساته وصولا إلى الإفتاء
إن الجهود العلمائية في مصر التي تخرج من مشيخة الأزهر أو المؤسسات التابعة لها تستوجب الشكر، فلا يمكن لأحد أن يتجاهل رد الفعل في الشارع المصري والشعوبي الخارجي لما يقدمه العلماء، بداية من فضيلة الإمام الأكبر وتوجيهاته وتكوين الكيانات الخدمية الناجحة، والمؤسسات التابعة للمشيخة مباشرة، فالجامع الأزهر سيظل أبد الدهر محراب العلم، ومن دخلوا في منظومة عمله لم ينجحون الأزهر بل نجحهم الأزهر، ولمعت هاماتهم به، ولا أنسى المنهجية الإعلامية البارزة والتي تنقل للناس علم العلماء، وكذلك مجالس العلم وجهود وكيل الأزهر وأمين مجمع البحوث الإسلامية وفرق العمل التي تخدم الدين في تسيير أعمال كبار العلماء، ومنه المركز العالمي للفتوى، وكلية الشريعة والقانون بالقاهرة التي يعكف عميدها الفقيه الدكتور عطا السنباطي على مؤتمر المبادئ الأخلاقية والتشريعية في أوقات الصراعات الدولية، والذي يخدم من خلاله القضية الفلسطينية.
أئمة الأوقاف يتمنون ضم وزارتهم كقطاع تحت إدارة شيخ الأزهر حبا ونيل مميزات مجمع البحوث
من هنا إلى دار الإفتاء المصرية وهي المؤسسة الأزهرية مرجعيا وشيميا ومظهرا ومخبرا، فمؤسسة الإفتاء الزاهرة تعبر عن أصالة الأزهر وأصالة منهجيته التي تضفر جهود تزيد عن ألف عام علم ومواجهة للتطرف وترسيخ للوسطية، وتتوج الجهود في عهد شيخ الفقه والفتوى الدكتور شوقي علام رئيس أمانة هيئات ودور إفتاء العالم بعضوية 100 دولة، لتتحول فتيا الأزهر “مؤسسيا” إلى تزعم منابر الفتوى في العالم رسميا، والكل يخدم المنهجية الوسطية في أكبر مؤسسة في العالم تواصل التعليم وتحوي أكبر عدد من الحاصلين على درجات علمية دكتوراه، وحتى أئمة الأوقاف من شدة حبهم للإمام الأكبر يتمنون بضم الوزارة كقطاع في الأزهر كما يتتوقون إلى نيل مميزات مجمع البحوث الإسلامية وكم التقدير الذي يناله واعظوه، فمصر سلام وعلم ومسئولية وعمل وقدرة على الإنجاز والفعل.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً