الدكتور طارق خضر: حرب التناقضات الإعلامية بين إيران وإسرائيل

مما لاشك فيه أن العالم بأسره يشاهد منذ أيام قليلة حرب إعلامية وسيعقبها حربا انتقامية، ولكنى أزعم شخصيا أنها ستكون فى حدود معينة.

فالأمر بدأ وتيرته ترتفع وترتقى إلى درجة عالية منذ أن قامت إسرائيل بتفجير السفارة الإيرانية فى سوريا، مما يعد بمثابة اعتداءّ على سيادة إيران طبقا لأساسيات القانون الدولي.

وبالفعل شهد العالم موجات إعلامية وحربا نفسية من إيران بأنها ستنتقم انتقاما غير محدود، وإسرائيل التي توضح انها ستواجه أي هجوم إيراني، ومع إسرائيل بطبيعة الحال الولايات المتحدة الأمريكية التي صرحت بكل وضوح أنها تنسق مع إسرائيل بشان مواجهة أي عمل إيراني من إيران بذاتها أو من وكلاء إيران في المنطقة، بل نجد أن الرئيس الأمريكي بايدن يرسل قيادة عسكرية أمريكية إلى إسرائيل للتنسيق وترتيب الأوضاع القتالية معها.

وهنا يلزم الإشارة إلى إن السبب الرئيسي لكل ما يشاهده العالم فى الآونة الأخيرة من تداعيات خطيرة تعد إسرائيل هي ما نطلق عليه السبب الحاسم، حيث تخطت ستة أشهر فى اعتدائها على غزة وقتل حوالى ستة وثلاثين ألف مواطن وإصابة أكثر من سبعين ألف معظمهم من النساء والأطفال.

ولعل من أغرب ما شهدته هذه الحرب الإعلامية أن تتهم إسرائيل دولة إيران بأن إيقاف السفينة المتجه إلى الهند ولها ملكية جزئية لإحدى الشركات الإسرائيلية، يعد اعتداء  طبقا للقانون الدولي؟!، ألم يشهد العالم أكبر إبادة جماعية حدثت وأقصد بالطبع ما حدث فى غزة. والعالم يشهد بأنها إبادة جماعية وبها كل جرائم الحرب بأسوأ صورها؟!

وداخل إسرائيل يواجه نتنياهو موجات الرأي العام الإسرائيلي بتنحيته لأنه فشل فشلا ذريعا، ترتب عليه عدم قدرته على التفاوض الجاد الحقيقي فى سبيل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وأقول من الآن لكل قارئ إن إدانة نتنياهو ومحاكمته ستكون خلال الأيام القادمة بعد هذا الفشل الذى أدى إلى أوخم العواقب إقليميا ودوليا.