محمد رزق يكتب: ليس سعرا حقيقيا..لهذا السبب تراجع الدولار
محمد رزق
شهدت مصر تحولًا إيجابيًا في سوق العملات، خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث شهد سعر الدولار انخفاضًا ملحوظًا في السوق السوداء.
وكما هو متوقع، لم يكن هذا التراجع مقتصرًا فقط على العملات، بل لاحظنا تأثيره المباشر على أسعار السلع في الأسواق، مع توقعات بمزيد من التراجعات القوية خلال الفترة المقبلة.
وتستمد الأسواق ثقتها في تراجع الأسعار من صفقة "رأس الحكمة" التي أعلنت الحكومة الجمعة، استلامها 10 مليارات دولار والتي تعتبر الدفعة الأولي من الصفقة الموقعة بين مصر والإمارات والتي تتضمن تدفقات أخرى ليصل إجمالي ما تتسلمه الحكومة المصرية نظير هذه الصفقة نحو 35 مليار دولار.
تأثير صفقة "رأس الحكمة" على انخفاض أسعار الدولار في السوق السوداء يمكن أن يكون متعدد الأوجه:
أولها، زيادة الثقة الاقتصادية: فعندما يعلن عن دعم مالي ضخم مثل هذا، فإنه يعمل على زيادة الثقة في الاقتصاد المصري ويقلل من التوترات النقدية، مما يؤدي إلى تراجع في الطلب على الدولار في السوق السوداء.
ثانيا، تقليل الحاجة إلى الدولار السوق السوداء: فبموجب هذه الصفقة، ومع إعلان البنك المركزي توجيهات بجمع طلبات المستوردين وفتح الاعتمادات المستندية لهم يعنى تسهيل وتوفير الدولار في السوق الرسمية، بما يؤدي إلى زيادة المعروض من الدولار في السوق المصري ويسهم في مزيد من التراجع في سعره، وهو ما يعنى شهادة وفاة للسوق السوداء للدولار.
ثالثا، من بين الفوائد الرئيسية لتراجع سعر الدولار، هو انعكاسه على أسعار المواد الأساسية، مثل القمح والسكر، الأدوية والألبان والزيوت، بفضل انخفاض تكلفة الاستيراد، وهو ما يعنى تراجع تكلفة السلع على المستوردين والمنتجين.
رابعا، تقليل التضخم: من خلال توفير الدولار بالسعر الرسمي، فإن ذلك يحفز الإنتاج المحلي الذي سيؤدي بدوره إلى وفرة السلع، وبالتالي انخفاض الأسعار، الذي سينعكس على خفض معدلات التضخم.
رابعا، يؤدي تراجع سعر الدولار إلى زيادة الثقة بالاقتصاد المصري، مما يجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد، ويعزز من فرص النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
خامسا، ساهمت صفقة رأس الحكمة، في تقليل التكالب على الدولار في السوق السوداء، وساهمت في تزايد ثقة المصريين في السياسات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة لتحسين الوضع الاقتصادي، هذه الثقة أدت إلى تقليل الاضطرابات.
لكن يبقى الأمر الهام الذي يجب أن يضعه المصريون في الاعتبار، وهو الوعي وعدم الاستماع إلى الشائعات والتكالب على شراء الدولار من السوق السوداء كأداة للتحوط من الاضطرابات الاقتصادية، الأمر الذي أسهم في وصول سعره في السوق السوداء إلى أكثر من 70 جنيها، أو التهافت على شراء الذهب بمستويات مرتفعة وصلت إلى 4000 جنيه للجرام، حيث يضر هذا السلوك بالاقتصاد بشكل عام.
وبالتالي، فإن الوعي المتزايد بين المواطنين بشأن هذه الآثار المدمرة، مع الإجراءات الحكومية من توفير الدولار، قاد إلى تقليل الطلب على الدولار في السوق السوداء، وبالتالي انخفاض أسعار العديد من السلع.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً