بيت علاء مبارك وزجاج الناس !!!
النائب محمود بدر
علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان ابن آدم إذا مات ينقطع عمله إلا من ثلاث كان آخرهم ولد صالح يدعو له ، ولسوء حظ الرئيس الأسبق حسني مبارك فلم يتعلم ولداه هذا الحديث ، بل عملوا عكسه تماما ويبحثون عما يذكر الناس بأسوأ فترات حكم والدهم ، فليس هناك شخصا لديه ذرة من عقل لا يتذكر ما جري من وقائع النهب العام والفساد في عملية الخصخصة التي تحولت إلي مصمصة لعظام الوطن ومصانعه وقطاعه العام
وقد ذكر علاء مبارك الشعب المصري بهذه الوقائع عندما وجدناه ينتقد بحدة قيام الحكومة بعرض بعض الفنادق للبيع في إطار تنفيذها لما تم طرحه في وثيقة ملكية الدولة.
علي المستوي الشخصي ومن منظور ايدولوجي قد لا أكون مهتما بالدفاع عن الحكومة في هذا الموضوع تحديدا خاصة وأنا من المنحازين لتوسع القطاع العام في بناء الاقتصاد وان يكون هو اخد ركائز الاقتصاد الوطني بجانب القطاع الخاص والقطاعات التعاونية
لكن ما أستوقفني هو ان يأتي النقد من علاء مبارك تحديدا وهو لم يضبط متلبسا في يوم من الأيام معترضا علي بيع مصنعا او شركة واحدة طيلة حكم والده ، علي الرغم من قيام حكومات والده المتعاقبة ببيع حوالي ٣٨٢ شركة بمبلغ ٥٧ مليار جنيه تقريبا وذلك في الفترة من ١٩٩١ الي ٢٠٠٩
لم يعترض علاء مبارك علي مبدأ البيع نفسه علي العكس كان هو وشقيقه من المدافعين عن سياسات الخصخصة ومن المبشرين بجدوي هذه السياسات ، بل لم يعترض علاء علي عمليات الفساد الواسعة التي رافقت سياسات الخصخصة والتي كانت فضائحها تزكم الأنوف وتضع مصر رأسا برأس مع بوركينا فاسو علي مؤشرات الفساد
فلم نسمع اعتراضا منه عن وقائع الفساد في الشركة العربية للتجارة الخارجية والتي قدرت أصولها بحوالي ١٠٠ مليون جنيه ولكن تم بيعها بمبلغ ١٣ مليون و٦٨٠ الف ، دفع المشتري ٥٠٪ من قيمة الصفقه أي حوالي ٦ مليون و٨٤٠ الف ، وكانت المفاجئة انه في جلسة توقيع العقد استلم المشتري مبلغ ١٠ مليون و٦٥٨ الف قيمة ثلاث شيكات مستحقة ممن صاحب شركة بورسعيد للصناعات والهندسة أي انه استلم اكثر من ثلثي ثمن الصفقة الإجمالي !!!
لم ينطق السيد علاء بكلمة واحدة اعتراضًا علي بيع شركة النيل لخليج الأقطان والتي بلغت مساحة الأراضي التي تملكها فقط ١١ مليون و٥٢ الف متر مربع وكانت قيمتها السوقية تساوي حوالي ١٧ مليار جنيه الي جانب معدات الخليج واسطول النقل الذي تمتلكه الشركة ، وتم بيعها في صفقة مشبوهة بحوالي ٢٩٩ مليون جنيه
ويبدو ان علاء كان في سويسرا يطمئن علي ال ٤٣٠ مليون دولار الموجودين في بنوكها عندما تم بيع فندق الميريديان والذي بلغت مساحة الأرض فقط ٢٠ الف متر مربع وتم تقييم سعر الأرض بالمباني بحوالي ١٨٥ مليون دولار لكنه بيع بحوالي ٧٠ مليون دولار والمبلغ ليس فقط اقل من نصف ثمن الأرض ولكنه أيضا يساوي أرباح الفندق في أربع او خمس سنوات
هذه النماذج وغيرها المئات هي غيض من فيض الفساد الذي يصر علاء علي أن يذكرنا به كل فترة ناسيا او ربما متناسيا ان من كان بيته من زجاج لا يلقي بحجاره الناس !
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تتوقع إنهاء الحرب على غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً