الخميس، 21 نوفمبر 2024

07:11 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

مصطفى عنبر يكتب.. ماذا يدور في ذهن الرئيس؟

مصطفى عنبر

مصطفى عنبر

A A

لا شيء يخفى عن أحد، الجميع يرى الصورة واضحة، صراعات ودمار وقتل وتخريب في كل الأقطار، وانهيار للاقتصاد العالمي وتردي أحوال البلاد والعباد، والكل يتساءل: أين الدولة والحكومة مما نحن فيه الآن؟

قد يكون السؤال منطقي خاصة أن وقت الأزمات تلقي الشعوب باللوم على حكوماتها ورؤسائها، ولكن أيضا لا بد أن تكون الإجابة منطقية وشاملة لكل جوانب الأزمة، حتى نستطيع التفكير بعقلانية، ومن ثمّ، الوصول لحلول تدفع بمصرنا الغالية للأمام.

هنا أود التأكيد أولا على وطنية الرئيس السيسي، هذا الرجل الذي قدم نفسه فداءً لهذا البلد وشعبه من إرهاب جماعة الإخوان، واستطاع بكل حكمة واقتدار، تجنيب مصر سيناريوهات الصراعات الدموية التي تموج بها دول إقليمية وشقيقة حتى الآن، ومن الصعب الخروج منها أو العودة حتى كما كانت عليه قبل تلك الأزمات والصراعات.

وفي موضع آخر، يتساءل أحدهم: لماذا لا يغير الرئيس الحكومة الحالية، على الرغم من تعرض عدد من وزرائها لانتقادات دائمة، لكن لا أحد يعلم سر إبقاء الرئيس على الحكومة، ولكن المتأمل لمسيرة الرئيس منذ توليه المسؤولية وحتى الآن، سيدرك أن هذا الرجل يفكر دائما بهدوء ولا يتسرع في اتخاذ قراراته، لذلك من المؤكد أن هناك أمر ما يفكر فيه الرئيس بشأن الحكومة لا يعلمه إلا هو، وقد يكون ينتظر الوقت المناسب لاتخاذ القرار الأمثل بشأنها، خاصة أن الرئيس يتمتع بحكمة سياسية كبيرة تجلت في عدد من المواقف، أبرزها موقفه الحاسم تجاه الصراع الدائر في ليبيا وإيقاف تركيا عن التوغل العسكري هناك، ووضع خطوط حمراء لذلك، وأيضا موقفه من القضية الفلسطينية الذي أثبت صدق نوايا وانتماء هذا الرجل من دعم القضية بكل ما أوتي من قوة، ومعارضة إسرائيل في مواقفها بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وغيرها من المواقف.

الأكيد أيضا أن إسرائيل والقوى الغربية تمارس ضغوطا هائلة على مصر لقبول تهجير الفلسطينيين، فارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء وبالتالي ارتفاع أسعار كافة السلع ليس من فراغ، وقد يكون أزمة الدولار جانبا من تلك الضغوط، لكن الرئيس السيسي ورغم كل هذه الضغوط نجده دائما يبحث عن حلول لتجنيب بلده أي خطر يهددها، فاتجه لعضوية «بريكس» للتخلص من الدولار في عدد من المعاملات التجارية الدولية، كما أعطى دفعة معنوية للمصريين للتصنيع المحلي، وسخر لهم كل الأسباب للشروع في هذا الملف الهام، كما دشن مبادرة «حياة كريمة» للتخفيف عن المجتمعات الأكثر احتياجا، ناهيك عن دور القوات المسلحة في توفير السلع الاستهلاكية بأقل الأسعار لتجنيب المواطن ويلات ارتفاع الأسعار.

المقصد، أن ليس كل السكوت ضعف أو قلة حيلة، بل يكون الصمت أحيانا فرصة للتفكير السليم للوصول لقرارات صائبة لن نعلم قيمتها إلا في وقتها، وهذا يتطلب من السادة المواطنين عدم التشكيك في قياداتهم، خاصة أننا رأينا بأم أعيننا وطنية الرئيس قبل أن نرى مواقفه السياسية، فلابد أن نكون على قلب رجل واحد وعدم الانصياع لدعوات الإحباط، فهذه المرحلة من أخطر المراحل التي مرت على مصر، ووقوفنا خلف قيادتنا السبيل الوحيد لعبور الخطر.

search