الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:30 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الأونروا «الإغاثية» تلحق بالمكارثية طالما تهدد أمريكا الإمبريالية

علاء عصام

علاء عصام

علاء عصام

A A

ما أشبه اليوم بالبارحة، ففي منتصف القرن العشرين اتهم جوزيف مكارثي عضو مجلس الشيوخ الأمريكي وكان رئيساً لإحدى اللجان الفرعية بالمجلس، عدداً من موظفي الحكومة، خاصة موظفي وزارة الخارجية الأمريكية، بالمكارثية ويعرّف أساتذة العلوم السياسية مصطلح المكارثية، بأنه يعبر عن سلوك يقوم بتوجيه الاتهامات بالتآمر والخيانة دون الاهتمام بالدليل.

وقادت هذه الاتهامات إلى حبس بعض هؤلاء الموظفين ومفكرين وأدباء أمريكيين، بتهمة أنهم شيوعيون يعملون لمصلحة الاتحاد السوفيتي.

وقد تبين فيما بعد أن معظم اتهاماته كانت على غير أساس. وأصدر المجلس في عام 1954 قراراً بتوجيه اللوم عليه، ويستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الإرهاب الثقافي والسياسي، الموجه ضد المثقفين والسياسيين المختلفين مع السياسات الأمريكية الإمبريالية.

ونجحت أمريكا في إقناع أغلبية شعبها، والمخدوعين في سياستها حول العالم، بمخططها الذي يستهدف وصف الباحثين عن العدالة وحقوق الإنسان ويرفضون استغلال ثروات الشعوب، من أجل تحقيق أرباح ضخمة لأصحاب الشركات الأمريكية والغربية حول العالم، بأبشع الأوصاف وأصبح هؤلاء أعداء لقيم الإنسانية والعدالة والديمقراطية، طالما يرفضون السياسات الأمريكية، التي ساهمت في قتل ملايين البشر وفرض النموذج الأمريكي بالقوة.

ولن ينسى العالم قيام الإمبراطورية الأمريكية، على أعناق الهنود الحمر، وتشييدها صروح الإنتاج العملاقة بعرق السود، الذين استجلبوا واختطفوا من بين أسرهم ومن قلب القارة السمراء بالقوة.

كما ستظل ذكرى جريمة "هيروشيما ونايازاكي" النووية حاضرة في أذهان أحرار العالم، فمازالت مشاهد الدمار والقتل والترويع والغدر الأمريكي، التي لحقت بالمواطن الياباني، موثقة بالفيديو والصور، بعد أن أطلقت أمريكا القنبلة النووية فوق رؤوس اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية.    

واستمرت المجازر الأمريكية في فيتنام والعراق وأفغانستان، بالتوازي مع الجرائم الصهيونية في فلسطين، ووصل الإجرام الأمريكي منذ أيام إلى حد اتهام منظمة الأونروا الإغاثية، بدعم المقاومة الفلسطينية والتي تطلق عليها أمريكا إرهابيو حماس.

وأصبحت أمريكا تشيطن العمل الإغاثي والإنساني، مثلما شيطنت الباحثين عن العدالة خلال حربها مع الاتحاد السوفيتي، وستظل تشيطن أي قيم أو سلوك أو عمل إنساني، طالما أصبح عائقا أمام أهدافها الدموية.

وأعلنت أمريكا وحلفاؤها الغربيون بكل خسة ونذالة، وقف دعم أهم وأقدم المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، والتي تعمل في مجال إغاثة الشعوب واللاجئين المتضررين من الحروب، والتي تأسست عام 1949 ولديها سجل حافل من الأعمال الإنسانية وتعمل تحت إشراف الأمم المتحدة وتابعة لها.

وفي ظني ما حدث يعبر عن وقوف الغرب بقيادة أمريكا ضد حقوق الإنسان، ويهدد بشكل واضح مستقبل النظام العالمي الذي كان لأمريكا دور كبير وأساسي في رسمه، بعد الحرب العالمية الثانية، كما يعبر عن ضعف أمريكا وحلفائها في تحقيق انتصار سياسي أو عسكري أو إعلامي في الصراعات المشتعلة بالعالم، لدرجة أنها أصبحت تتحدى وتحارب منظمات الأمم المتحدة، طالما تخالف سياسات أمريكا وحليفتها المدللة إسرائيل.

أخيرا هل نحن في طريقنا لعالم جديد سيتشكل نتيجة للحرب العالمية الثالثة التي بدأت منذ سنوات، وهل سيشهد العالم منظمات دولية جديدة تكون أكثر فاعلية واستقلالية في المستقبل القريب؟ أتمنى ذلك.

search