الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:51 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

د. وليد عتلم يكتب: أعمق من صلاح وأعقد من فيتوريا

الدكتور وليد عتلم

الدكتور وليد عتلم

A A

أسوأ ما في السمكة رأسها، وأسوأ ما في كرة القدم المصرية إداراتها؛ تخطيطا، وأسلوبا، وأفرادا. في كل العالم؛ كرة القدم أصبحت صناعة متكاملة، لكنها في مصر مأساة وملهاة متكاملة الأركان بامتياز، نعايشها دوريا مع كل بطولة، وكل تصفيات.


هذه المأساة أعمق من معضلة محمد صلاح ليفربول، ومحمد صلاح الذي يشبهه في المنتخب، وهي مأساة أعقد من روي فيتوريا وكل من سبقوه في تدريب المنتخب، من أخفق منهم، وحتى من نجح.


هذا ما جنته يدي؛ نعم نحن نجني ثمار ما صنعناه، بطولات محلية ضعيفة، تفتقد للتنافسية مع عدم وجود برنامج مخطط وطموح لتنمية المواهب وتصديرها للخارج لتوسيع قاعدة المحترفين. وإدارة كلاسيكية تماما بأفكار ومخططات تقليدية عقيمة تنتمي لحقبة الثمانينيات، وعفا عليها الزمن، لا تتسق ومفردات الواقع الحديث في كرة القدم، ولا تليق بدولة بحجم مصر. وهي بطولات محلية افتراضية لا تمت للواقع بصلة، تحكمها التوازنات والمجاملات الفجة لصالح الأندية وحتى بعض اللاعبين، حتى على حساب المنتخب الوطني نفسه!!! لذلك؛ نخرج للعالم فنصطدم بكرة القدم الحقيقية الحديثة، النتيجة الطبيعية منتخبات ضعيفة في مختلف المراحل السنية، ومأساة متكررة من جيل لآخر.


لا أرى ضيراً أو عيباً أو انتقاصاً أن نتجه جنوباً هذه المرة، إلى أفريقيا وليس أوروبا غربا؛ ونتعلم كيف تدار كرة القدم بمنطق الصناعة والمشروع، وكيف يتم استثمار المواهب؛ شاهدنا منتخبات دول الرأس الأخضر، جنوب أفريقيا، وموزمبيق، غينيا الاستوائية، ومن قبلهم السنغال والمغرب، والجزائر. وكيف قدموا لنا نماذج مبشرة في كيفية تخطيط وإدارة كرة القدم على المستوى الوطني. وهي دول الكثير منها لا يمتلك الإمكانات المصرية من استقرار، وبنية تحتية، وموارد بشرية، لكنهم امتلكوا القرار، قرار أن يتطورا وينجحوا دفاعا عن وطنهم في ساحة ومضمار كرة القدم.
يكفي أن تعرف أن غينيا الاستوائية على سبيل المثال حتى عام 2018 كانت تعاني من ظاهرة الانقلابات العسكرية وعدم الاستقرار، وهي دولة صغيرة، يقترب عدد سكانها من 1.5 مليون نسمة، ورغم أنها واحدة من أكبر منتجي النفط في الصحراء الكبرى، لكنها أيضا واحدة من أفقر الدول الأفريقية. والرأس الأخضر هي جزيرة تقترب مساحتها من مساحة محافظة بورسعيد تقريبا، وعدد سكانها يقترب من 600 ألف نسمة، وهي حديثة الانضمام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وتلك هي المشاركة الرابعة لها في بطولة، شاركت للمرة الأولى في نسخة 2013 من البطولة، لكنها قدمت مستوى يعبر عن تخطيط وتطور كبير في صناعة كرة القدم في تلك الجزيرة الصغيرة.


لكن الأهم أن منتخبها الوطني دافع عن سمعة دولته بمنتهى القوة؛ منتخب الرأس الأخضر لعب بالتشكيلة الاحتياطية، لكنه حافظ على سمعته الرياضية كممثل لدولة محترمة، قدم أداءً قويا لينفي شبهة التراخي أو التهاون أمام منتخب مصر، وهذه طبيعة المنتخبات التي تعي معنى سمعة الوطن الذي تمثله، وعلى نفس الدرب والأسلوب كانت الموزمبيق.
 

بدعاء الغلابة فقط؛ وهدية موزمبيق عبرنا للدور الثاني، وأياً ما كان مشوار المنتخب، وحتى لو بلغ الدور النهائي من البطولة، أو في أكثر الأحلام والتوقعات تفاؤلاً ونجحنا في الفوز بها، تبقى مأساة كرة القدم المصرية قائمة، والتساؤل مُلح حاضر.


من يحاسب هؤلاء على تشويه سمعة الدولة المصرية، وبهذا الأداء والظهور المخزي. شاهدنا حسابا عسيرا من البرلمان لبعض وزراء الحكومة، تجمعني علاقة قديمة بالنائب محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، وهو ابن بورسعيد، يعني وبــ "البلدي" معجون كورة، وسبق أن واجه اتحاد كرة القدم تحت قبة البرلمان وفي لجنة الشباب، ولدي رسالة لبورسعيدي آخر، المهندس هاني أبو ريدة، ورسالتي لك إذا كنت تريد العودة لرئاسة اتحاد كرة القدم، فاعرض نفسك على الجمعية العمومية وأنا أعرف تماما أنك قادر على النجاح، بدلا من هذه الوجوه والكوادر الرياضية التي أضرت كثيراً بسمعة كرة القدم المصرية محليا وإفريقيا وعالمياً.  
 

فهل نرى حسابا لمنظومة كرة القدم المصرية والمسؤولين عنها؟؟؟ أم أن كرة القدم في مصر والقائمين على إدارتها فوق المسئولية والمحاسبة.
 

search