علاء عصام يكتب: لا تحزن يا «صلاح».. فستظل سلطان القلوب
النائب علاء عصام
اضطر اللاعب العالمي، محمد صلاح لمغادرة معسكر الفريق المصري بكوت ديفوار، لكي يعاد تأهيله جسمانيا في المملكة المتحدة، ولاحظ الجميع المتاعب الكبيرة التي يعانيها خلال المباريات الأخيرة.
وللحقيقة لست خبيرا في كرة القدم، وأكتفي بمقعد المشاهد دوما، ولكني استعجبت بشدة حالة الهجوم المستمر على هذا اللاعب، الذي تتغنى بموهبته جماهير العالم، وخلال فترة اندهاشي الطويلة وجدت عقلي ولساني يكرر ويقول، "كيف أصبح لمصر لاعب بهذا الحجم رغم كل المشكلات التي تواجه الرياضة والأندية المصرية؟".
وظلت الأسئلة تراودني ومنها، هل محمد صلاح مسؤول عن المستوى المتواضع للمنتخب المصري؟ وهل سلطان القلوب الذي تربع في قلوب المشاهدين بمختلف أنحاء العالم أيضا مسؤول عن اختيار مدربين غير قادرين على الارتقاء بمستوى الفريق؟ وسؤال أخير هل محمد صلاح هو من أصاب نفسه لكي يغادر؟.
حالة الهجوم العشوائي على سلطان القلوب محمد صلاح، بدأها جماعة الإخوان بسبب مواقفه الوطنية بكل ما يملك لدعم دولته، وعدم دخوله طرفا في أي صراع سياسي، وطبعا انتشرت العدوى فأصبح التركيز على تشتيت "صلاح" وهز ثقته أمام نفسه واللعب على نغمة ماذا قدم صلاح لمصر؟.
وبكل وضوح سأقولها وبكل فخر "قدم ما لم يقدمه لاعب في تاريخ الكرة المصرية" وسأقول ما سوف يصدمكم، فخلال زيارتي لمدينة بالي الإندونيسية التقيت مواطنين محليين، بعضهم يعرف مصر ودرس في الأزهر، ولكن هناك هندوس ويتبعون ديانات أخرى، لم يعرفوا مصر بسبب بعد المسافة، ولأنهم مواطنون بسطاء يعملون في الأماكن السياحية كعمال.
وفي ذات مرة سألني أحدهم ما هي جنسيتك، فقلت له مصري، فسرح وقال لي أين يقع هذا البلد، فاستغربت وهداني رب العالمين، فقلت له بلد اللاعب محمد صلاح، وبدون أى مبالغة وجدت هذا الشاب يرقص، وابتسامته لا حدود لها وظل يقول "مو صلاح" وكرر الجملة الأخيرة 5 مرات على الأقل.
حينها أدركت أن محمد صلاح جعلنا نصل لأقصى نقطة في العالم وعلامة مميزة لوطنه وشعبه، ولست في حاجة لأن أقول، إلى أى قدر عاملني هذا الشاب باحترام وامتنان لمجرد أنني من بلد محمد صلاح.
وتكررت هذه المشاهد فعندما كنت في دول أوروبية وآسيوية أخرى، كان المواطنون يتحدثون عن سلوك محمد صلاح في الملعب، وعلاقته بزملائه والمشجعين، باحترام وإعجاب شديدين وكان هؤلاء يرتاحون في العلاقة معي لتأثرهم بهذا النجم الكبير.
في النهاية يجب أن ندرك أن سلطان القلوب امتع العالم بحرفنتة، ودخل القلوب واستقر فيها بسلوكه وشهامته وإنسانيته، ومازال يملك قدراً كبيرًا من العطاء وأصبح بين أهم عشرة لاعبين علي مستوى العالم، ومن أصالة وشهامة المصريين، أن نظل ندعمه، وعلى المصريين مسؤولية كبيرة، لأن صلاح يتأثر بأهله أكثر من كل شعوب العالم، وابن مصر يجب أن يظل سلطان القلوب، ومحل اهتمام كل مشجعي الكرة المصرية، والشعب العربي بالدعم والتقدير والمحبة المخلصة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً