محمود بدر يكتب لـ«الجمهور».. قوة مصر الناعمة
النائب محمود بدر
ليس هناك تعريفا لمعني القوة الناعمة ابسط مما قاله المفكر جوزيف ناي في كتابه"مفارقة القوة الأمريكية" من انها سلاح مؤثر يسعي الي تحقيق الأهداف عن طريق الجاذبية بدلاً من الإرغام او دفع الأموال" ، وبحسب تعريف ناي فإن هذه القوة الناعمة تستخدم تأثيرها في تحقيق أهداف الدولة دون الحاجة الي استخدام القوة الخشنة المتمثلة في السلاح والإقتصاد وتستخدم العقل والمنطق والفن والثقافة والأدب وكافة اشكال التأثير لتحقيق المصالح العليا للدول.
ولأن هذه القوة الناعمة هي قوي معنوية تجسد أفكار الدولة ومبادئها وقيمها الحضارية والتاريخية وإنجازاتها بداية من البنية التحتية مرورا بالتاريخ والثقافة والفن والرياضة فستجد أن مصر كانت دائما صاحبة تأثير كبير عبر قواها الناعمة وقد تنوعت هذه القوي المصرية بين الأزهر الشريف والسينما والمسرح والمثقفين والكتاب الذين ملئوا الدنيا بالإبداع والبهجة لعشرات السنين.
وقد اختلف كثيرا مع بعض من يقولون بسحب البساط من تحت أقدام الدولة المصرية وقواها الناعمة ليس فقط انطلاقا من تعريف ناي الذي لا يربط بين دفع الأموال والقوي الناعمة ولكن أيضا ايمانا بأنه مهما تعددت المحاولات فسيبقي الفن والثقافة والأدب المصري هو الأكثر قدرة علي التأثير وربما هو القاطرة التي تجر ورائها باقي المشاريع الثقافية بالمنطقة.
لذلك لا أعتبر قيام أي فاعليات بالمنطقة واعتمادها علي الفن المصري شيئا يدعو الي الاستنكار بل علي العكس تماما قد يكون الاستنكار الحقيقي هو ان يكون هناك عملا فنيا في المنطقة ولا يتصدر الفن المصري المشهد – ولا علاقة لهذا بقيام بعض الفنانيين من محدودي الثقافة بالمديح حد الفضيحة للراعي والرعاة – فالبلد التي يتجاوز تعداد شعبها المائة مليون نسمة ستبقي تنتج أعظم الشعراء والأدباء والأصوات والملحنين والفنانين وكما قال الراحل جلال امين ان القوة الناعمة لمصر لا يمكن ان تغيب لأنها من صميم المجتمع وقد لخص امين القصة عندما قال ان الموسيقي في مصر ستظل موجودة باستمرار ولكنها اما ان تكون موسيقي زكريا احمد وعبد الوهاب وبليغ حمدي وإما ان يكون موسيقي هابطة لا تصلح الا للرقص البدائي – وقد تكون من المفارقات ان تجد شباب من الجنسيات العربية المختلفة يرقصون علي أغاني المهرجانات وهي الموسيقي التي نعتبرها في مصر موسيقي هابطة وانحدارا بالذوق العام ! .
لذلك لم يكن غريبا ان تحقق الأفلام المصرية اعلي إيرادات في المملكة السعودية لعام ٢٠٢٢ او ان يعتمد أسبوع الرياض علي الفن المصري ، لذلك قد اتفهم النقد من أجل مزيد من التطوير ومزيد من الإنتاج الفني وتحسين وجودة هذا الإنتاج لكني لن اقتنع ابدا بمن يقولون بانتهاء القوة الناعمة المصرية فهذا دربا من الدونية المبالغ فيها.
عالسريع
• حسنا فعلت الشركة المتحدة بمهرجان العالم علمين فبلا أي ضجيج اكدت ان مصر كانت ولازالت وستبقي بلد الفن والسياحة الي ان يرث الله الأرض ومن عليها.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً