محمود بدر يكتب، بين المشروع الوطني ومشروع التوطين
محمود بدر
عندما نقول إنه لولا المشروع الوطني، الذي تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستعادة الدولة المصرية من براثن الفوضى واللادولة، إلى تماسك الدولة وقوتها واستكمال بناء مؤسساتها التشريعية والدستورية، لولا هذا المشروع ما كنا اليوم قادرين على مواجهة مشروع التوطين والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، الذي يمس أمننا القومي بشكل مباشر وبلا مواربة، فقد أدرك الرئيس السيسي في بداية حكمه أن المنطقة علي صفيح ساخن، وأن هناك الكثير من المخططات التي يتم ترتيبها للمنطقة ودولها، ولكي تنجح مصر في مواجهة هذه التحديات، كان لابد لها أن تسير على عدة محاور، فقد بدأ الرئيس باستعادة الروح المصرية وجمع المصريين على قلب رجل واحد، حينما أعلن أنه يريد مساهمة المصريين في عمل مشروع قناة السويس الجديدة.
وعلى الرغم من أن هذا المشروع تحديدا كان يمكن تمويله بكل سهولة من البنوك، لكن رسالة الرئيس كانت جمع المصريين مرة أخرى على هدف واحد وهو ما حدث بالفعل، فقد نجح المصريون في جمع المبلغ المطلوب في أسبوع واحد، بل نجحوا في بناء المشروع كاملا خلال عام واحد وهو ما كان معجزة بكل المقاييس.
وبالتوازي مع استعادة مؤسسات الدولة والروح الوطنية لدى المصريين قام الرئيس بأكبر عملية تطوير للقوات المسلحة المصرية وتنويع في مصادر سلاحها، بعدما كان اعتمادها بشكل رئيسي علي السلاح الأمريكي لعقود طويلة، فبين ميسترال جمال عبد الناصر والسادات الفرنسية والغواصة الألمانية وطائرات الرافال والميج، إلى جانب الطائرات الأمريكية، أصبحت مصر واحدة من أكبر القوى العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وأصبح جيشها أكثر قدرة على مجابهة جميع التحديات على كل المحاور الاستراتيجية للدولة المصرية.
لك أن تتخيل ماذا حدث للدول التي ضربتها الفوضى ونجحت مخططات هدم مؤسساتها وجيوشها ولو بشكل جزئي، فبالرغم من تماسك الدولة السورية ومحاولة لملمت الجراح الكبيرة التي لحقت بها، جراء الفوضى التي ضربتها عام 2011، فقد أصبح الشمال السوري إلى الآن بعيدا عن سيطرة الدولة ونجحت تركيا في السيطرة شبه المطلقة للدرجة التي سمحت لها بفرض اللغة التركية في مدارس الشمال السوري، بل التحكم في اختيار وتعيين حاكم عسكري لمنطقة الشمال بأكملها وكأنهم نجحوا في اقتطاع الشمال السوري بعيدا عن أحضان العاصمة دمشق.
وما تعاني منه سوريا يعاني منه الأشقاء في العراق، حيث مازال متأثرا إلى الآن بالقرار الكارثي الذي اتخذه بول بريمر أول حاكم عسكري أمريكي للعراق، عندما قام بحل الجيش العراقي وتسريح جميع قياداته وجنوده، ولم ينتبه إلى أن هذا القرار أعطى الفرصة لإيران بتكوين ميليشيات والسيطرة علي الجنوب العراقي، للدرجة التي دفعت محمود جابهار قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني سابقا، ليقول “إن العراق أصبح محافظة إيرانية”.
ونحن إذ ندعو الله عز وجل أن تعود الدولة السورية إلى عنفوانها مرة أخرى وتبسط سيطرتها على جميع التراب الوطني السوري، وأن يعود العراق حرا عربيا ويعيد بناء قواته المسلحة بنفس قوتها السابقة ويتخلص من الهيمنة الأمريكية والإيرانية على حد سواء.
فإننا نذكر بأنه لولا المشروع الوطني للرئيس عبد الفتاح السيسي وقيامه باستعادة قوة وعنفوان الدولة المصرية مرة أخرى، لربما لا قدر الله كنا اليوم نقف مكتوفي الأيدي أمام المشروع الصهيوني، الذي يسعى إلى نهب أراضي سيناء لصالح مشروع التوطين، الذي أصبح العالم كله يعلم الآن أن مصر قيادة وشعبا لن تسمح بتمريره مهما كانت الضغوط والعواقب.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً