فيلم «الخميس اللي جاي» تقريباً مش جاي

تابع الجمهور العربي منذ فترة ليست بالقصيرة المشكلة التي نشأت بين الفنان بيومي فؤاد والفنان محمد سلام عقب اعتذار الأخير عن موسم الرياض، حيث علل سلام رفضه الاشتراك فى العرض المسرحي بالرياض، لأنه شعر بالخجل والاحراج أن يرقص ويغني ويضحك وإخوانه فى غزة يقتلون فى كل مكان، إلي هنا كان الأمر يبدو طبيعياً، شخص طبيعي عنده إحساس وله قلب  ينبض ويدق، لكن حدث مالا يحمد عقباه، حيث هاجم بيومي فؤاد زميله سلام وهو ليس مجرد زميل فقط، بل كان صديقا ورفيقا، جمعهم كثير من الأعمال وأكثر من الذكريات وأكثر وأكثر العيش والملح.

حتى فوجئنا ببيومي عقب انتهاء العرض المسرحي فى الرياض بالتعليق عما فعله سلام لاعتذاره عن العرض فهاجمه، مؤكداً أنه يؤدي عمل محترما ولا يرقص، أوضح فؤاد أنه يعمل للعمل فقط ولا ينظر لموضوع المادة!! بيومي فؤاد بين كل عمل وآخر نجده فى عمل، بيومي فؤاد تواجد فى مسلسلات وبرامج وأفلام أكثر من فوز الأهلي بالدورى العام، لدرجة أننا أصبحنا نشاهد أي عمل ونتساءل بعد وقت من عرضه، أين بيومي؟ كل هذا ولا يحتاج للمال، تهجم على صديقه ولم يكتف باحترام رغبته وأيضا لم يراع مشاعر الآلاف من شهداء غزة وأخذ يكمل العرض ويضحك ويفرح وإخوانه على بعد أميال فقدوا الأب والأم والأخوة، لم يكتف بكل هذا بل ضرب عرض الحائط بكل هذا وهاجم صديقه على موقفه الرجولي، بالطبع لم يترك المفكرين والإعلاميين ممن لا يقيس للقضية وزنا ولا يضع لها مكانة مع بيومي ضد سلام بل أيد وجهة نظره ودعم موقفه مع أن السوشيال ميديا والجمهور انتقدوا بيومي أشد الانتقاد ولكن بيومي  لم يلقى اهتماما بكل هذا واضعاً ثقته وبوصلته ناحية الرياض، نسي الجمهور وردة فعله وارتمي فى حضن من لا يملك التقييم؛ 
منذ أيام نزل فيلم بيومي فؤاد ( الخميس اللي الجاى) وكانت هناك دعاوى مقاطعات لفؤاد قبل نزول الفيلم بفترة، حيث مجرد نزول بوسترات الفيلم والهجوم كان شديدا من الجمهور الحقيقي الصادق الذي لا يفصل المواقف الشخصية وينحيها جانباً، ظل متذكرا ما فعله بيومي وأعلن عن مقاطعته للفيلم، لكن للمرة الثانية لم يعط فؤاد اهتماماً لردة فعل الجمهور، فكانت النتيجة سحب الفيلم من السينمات بعدما لم يتجاوز ١٦٥ جنيها!! إيرادات في أحد الأيام.
دخلت للتأكد فى المنتديات والمواقع من صحة الرقم وأنا أشك به حتى الآن ولكن الذي لا يدع مجالاً للشك هو فشل الفيلم الذريع وبداية سحبه من السينمات ودور العرض قبل العام الجديد، الجمهور الذي كبد ستاربيكس وبيبيسي وأعلى البراندات الملايين من الدولارات لموقفها الداعم للكيان كان أيضاً قادرا على قول كلمته فى الفن، لم  ينفع بيومي مدح المتنورين أو دفاع الإعلاميين لم ينقذه سخاء المنتجين أو عناد المخرجين، بل كان الفيصل فى التقييم وإعطائه شهادة الدرجات هو الجمهور الذواق الذي طالما أكدنا أن هذا الجمهور العظيم بيده الكثير وبإمكانه فعل كل شيء، فبعد أن كان فؤاد ممثلا كوميديا مطلوبا فى كل مكان، أصبح إيراد فيلمه فى يوم لا يكفي لشراء نصف كيلو من اللحم، بالطبع تعلم بيومي وكل المنظومة التي لم تلق بالا لرأي الجمهور أن للمشاهد الكلمة الأهم والأخيرة، حيث خرج الفيلم بسببه من سباق العام وتأكد صناع العمل أن الخميس اللي جاي تقريباً مش جاي.