الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:24 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الإعلامي الصيني نور يانغ يكتب: الحزام والطريق.. فصل جديد في التعاون بين الصين والعرب

الإعلامي الصيني نور يانغ

الإعلامي الصيني نور يانغ

بقلم - الإعلامي الصيني نور يانغ

A A

لقد وقّعت الصين والأردن في 29 من نوفمبر الماضي على مذكرة تفاهم حول البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". وحتى الوقت الراهن، وقَّعَت جميع الدول العربية وجامعة الدول العربية مع الصين على وثائق التعاون تحت إطار "الحزام والطريق"، وهذا يعني أن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بين الدول العربية والصين قد فتح فصلًا جديدًا.

منذ الثمانينات من القرن الماضي، ظلت الدول العربية تعدّ سوقا تصديرا مهما ومصدرًا للعملة الأجنبيّة للصين، وأكبر سوق لتصدير العمالة ومقاولة المشاريع لها، في العقدين قبل اقتراح مبادرة "الحزام والطريق"، قد شكل الجانبان شراكة استراتيجية مستقرة للطاقة على أساس تعاون البترول الخام والبتروكيماويات، كما عززا التعاون في الاستثمار الصناعي والترابط والتواصل ومقاولة المشاريع الهندسية مع التطور السريع لعملية التصنيع للدول العربية.

اقترحت الصين رسميًا مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013، ونتيجة لانضمام الدول العربية إليها، قد شهد التعاون الثنائي توسعًا مستمرًا في المجالات التقليدية مثل الطاقة والتجارة والتمويل والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والمجالات الأخرى، فأصبح التعاون أكثر شمولية. خلال السنوات العشر الماضية، شهدت جودة التعاون الاقتصادي الصيني العربي وكمياتها ارتفاعًا ملحوظَا، حيث وصل حجم  الاستثمار المباشر بين الصين والدول العربية إلى 27 مليار دولار، ووصل حجم التجارة إلى 330.3 مليار دولار في عام 2021، وتجاوز 430 مليار دولار في عام 2022، عما كان عليه في العام الماضي، أي تضاعف منذ أكثر من 10 سنوات. في الوقت نفسه، استوردت الصين 270 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، وهو ما يمثل نصف الواردات العالمية في الصين. وفي السنوات العشر الماضية، قام الجانبان بتنفيذ أكثر من 200 مشروع تعاون كبير على نطاق واسع تحت إطار "الحزام والطريق"، واستفاد من نتائج التعاون ما يقرب من ملياري شخص على كلا الجانبين.

بالإضافة إلى ذلك، ازدادت التبادلات ذات المستوى العالي بين الصين والدول العربية يومًا بعد يوم. وتمت ترقية العلاقات الصينية العربية من التركيز على الاقتصاد والثقافة متحولةً إلى الاقتصاد والثقافة والسياسة الأكثر توازنًا بعد انعقاد القمة الصينية العربية في عام 2022، كما دفع الجانبان بتعزيز التعاون السياسي والأمني. خاصة بعد أن استأنفت المملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران تحت وساطة الصين في عام 2023، فدخل التعاون السياسي بين الصين والدول العربية مرحلة جديدة.

لطالما كانت مبادرة "الحزام والطريق" نتاجًا عامًا دوليًا مهمًا ومنصة للتعاون الدولي، والتي أظهرت حيوية هائلة في التبادلات والتعاون بين الصين والدول العربية، مما يوفر دعمًا قويًا لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك. بينما انضمت جميع الدول العربية إلى المبادرة، شهدت مناطق أمريكا اللاتينية وجنوب المحيط الهادئ وأفريقيا وجنوب شرق آسيا نفس الوضع المماثل، حيث تُظهر الصين عزيمتها على الالتزام بالانفتاح والتعاون للعالم من خلال العمل العملي، والرغبة في مشاركة فرص التنمية وتوزيعات الأرباح مع مختلف البلدان.

استشراقا إلى المستقبل، تتطلع الصين إلى العمل مع الدول العربية معًا على الاستمرار في تعزيز البناء المشترك عالي الجودة لمبادرة "الحزام والطريق" على أساس التعاون السلمي والانفتاح والتسامح والتعلم المتبادل والفائدة المتبادلة وبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك على نحو شامل في العصر الجديد، مما يفيد شعوب الجانبين بشكل أفضل.

search