الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:38 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الطب فى بلاد الواق واق

دكتور محمد كامل الباز

دكتور محمد كامل الباز

دكتور محمد كامل الباز

A A

لفت نظرى إعلان غريب على السوشيال ميديا يدعو للالتحاق بكلية الطب فى اوزبكستان!! 

اندهشت وبدأت بالدخول فى التفاصيل وجدت جامعة فى بلد غريب مستعدة لتقديم شهادة طبيب بمجرد الالتحاق بها وبالتأكيد دفع الرسوم وهو العامل الأساسي والمحورى هنا فى تخرجك كطبيب، حاولت إقناع نفسي أنه مجرد حادث عارض وإعلان مجهول لا قيمة له، لكن بمجرد تصفحى عدد من الصفحات وجدت الإعلان الثانى عن جامعة فى أوكرانيا لدراسة الطب!!

 تكرر الأمر  وبدأ القلق يساورنى، وبدأت ألاحظ جامعات غريبة لم نسمع عنها من قبل، بعد أن كان دخول كليات القطاع الطبى داخل جامعة عين شمس يعتبره كثيرون إنجازا وتكليلا لمجهود طالب حرم نفسه فى الثانوية العامة ليحقق أمل أهله، أصبح دخولك كلية الطب لا يحتاج تعبا وجدا، قدر ما يحتاج مبلغا من المال وجواز سفر سارى كي تسافر للبلد الذي تريده، كي تصبح طبيبا مرموقا، فبعد جامعة القصر  العيني العريق والأزهر العتيق، أصبحنا نسمع عن جامعات شرط القبول فيها رصيد فى البنك.
بعد مافيا الجامعات  الخاصة والجامعات الأهلية أصبح الوضع يحتمل المزيد ليأتي لنا أطباء من جامعات تحتاج كورس لغوى للتعود على نطق اسمها،. بعدما كنا نقف تبجيلا واحتراما لخريج عين شمس والقصر العيني والأزهر والإسكندرية،. أصبح هناك M T A إيه و B U E. و G U C  وغيرهم.
لم يعد التفوق والتعود على الظروف الصعبة فى المءاكرة والجد شرط لأن تصبح طبيب ولكن تغيرت المعايير واختلفت الشروط.  
كيف يكون لكلية رأس مالها وأساسها المذاكرة والتفوق أن يكون شرط القبول فيها حفنة أموال؟.
كيف لمهنة تتسم بالإلمام الكامل بكافة المعلومات العلمية والابحاث الحديثة أن تصبح مكانا متاحا لأي ثري أن يزوره، إذا كان من شروط الكليات العسكرية الواجهة الإجتماعية مع  السمات البدنية، فمن أهم شروط الكليات الطبية التفوق الدراسي الذي ليس له أى علاقة بأي ماديات،  
كيف لطبيب المستقبل الذي من المفروض أن يكون على وعي بكل المعلومات القديمة والأبحاث الحديثة أن يصبح هكذا دون تحصيل دراسى ومجموع معين أقره المجلس القومي للجامعات؟، كيف لمستوي معين من التعليم وقدر معين من الدرجات أن يتغير وفق شروط مادية ومالية؟..  بالطبع لا أريد التجني على كل الجامعات الخاصة ولكنها مشكلة تنظيمية ورقابية فى المقام الأول، حيث أنه من الواجب على وزارة التعليم العالي أن  تتابع هذا الموضوع الذي بدأ ان يفرز الآلاف الأطباء كل عام دون تخطيط أو تنسيق،  يجب الحد من سبوبة الجامعات الخاصة الذى يقنع فيها الأهل أن ابنهم أصبح طبيباً مع إن مجموعه كان سيؤهله إلي أي كلية نظرية حيث أحب أن اتساءل ما الفرق بين طبيب خريج تلك الجامعات أو جامعات اوزباكستان وكوالامبور وبين خريج تجارة واداب غير أن الاول معه نقود والثاني لا !!
الحياة الصحية لأي مواطن من الخطوط الحمراء ويجب الحد من تلك الجامعات التي اصبحت أكثر من مسلسلات رمضان، يجب وضع شروط واختبارات حازمة لتلك الإعداد والتحكم فى أعداد القبول فيها واستشارة خبراء فى المجال ليتم البحث فى تلك المشكلة فى إطار افق علمية وعملية مناسبة للوضع الصحي وسلامة أى مريض.

search