حرب العقول بين الرجل والمرأة

لا شك وأن النجاح الحقيقي في الحياة هو النجاح الأسري، والقدرة على بناء علاقة أسرية مستقرة، قائمة على التفاهم والتعاون، حتى لا يتعرض الأطفال لأزمات نفسية سببها الآباء.
وفي الأونة الأخيرة، أصبحت العلاقات الأسرية والعاطفية سلعة يتم بيعها من كل العاملين بالوسط الإعلامي، ورغبتهم في رفع نسب المشاهدات، أو جلب المزايدات من الإعلانات.
وبشكل شخصي لقد عشت مثل هذه التجربة في بداية مشواري الإعلامي، ففي عام 2018 قررت الدخول للمنافسة مع إعلامية شهيرة للرد عليها بنظرية مضادة، ونجح الأمر نجاحَا ساحًقًا، وتصدر برنامجي الأعلى مشاهدة حينها، وجلب عدد كبير من المعلنين، وتسبب لي في شهرة كبيرة، ولولا وضعي للمبادئ فوق كل شئ لاستمريت في الأمر.
ولكن أصبح هناك العديد من المذيعات الساعين للحصول على معلنين، والراغبين في تحقيق شهرة سهلة وسريعة، بوضع نمط البرنامج لتطبيق نظرية استفزاز المشاهد،  وبالفعل ينجح الأمر في تحقيق العديد من النجاحات والإعلانات، ويساعدها رواد السوشيال ميديا في الوصول لهدفها.
وكلما ينجح الأمر، يتم الابتكار والتطوير في طريقة طرح القضية، والحديث عنها مجددًا بشكل أكثر تأثيرًا في الرأي العام، دون النظر لتأثير هذه الكلمات على عقول الشباب في مرحلة المراهقة، فهل وصلنا لهذه المرحلة من التدني الفكري والثقافي.
هل سيستمر الأساس في  ادارة العلاقة بين الرجل والمرأة بعض البرامج التليفزيونية التي تعاملهم كسلعة، كفى ياشباب الاستماع لهذه النصائح الساذجة التي لن يكون لها مفر أو تأثير سوى تدمير حياتكم، وخسارتكم لأشخاص مميزين.
فالعلاقة بين الرجل والمرأة، تتوقف على بعض العوامل، وهي الاحترام والتقدير، فبوجوده تزول كافة الخلافات، والرجوع لكلام الله، في التعامل بينكم بالمودة والرحمة، وتجاهل هذه الأصوات التي لا أرى أن لها قيمة أو فائدة سوى تشويش التفكير والعقول.
وما جعلني أكتب هذه الكلمات، هو وجود بعض الفيديوهات لمذيعة جديدة تتبع نفس السياسات والحديث، وتهدف في الوصول للتريند، وما أغضبني هو التداول الكبير لهذه الفيديوهات والمحتويات.