الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

11:08 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

تغيير خلق الله المنهي عنه في القرآن الكريم.. الإفتاء توضح

دار الإفتاء المصرية

دار الإفتاء المصرية

نشوى حسن

A A

أوضحت دار الإفتاء المصرية ضابط تغيير خلق الله المنهي عنه الوارد في قوله تعالى: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)، لأن المفسرين اختلفوا في تفسير هذه الآية.

قالت دار الإفتاء: «على فرض أن المراد بهذه الآية هو تغيير الأحوال الظاهرة، فإن المنهي عنه هو العدول عن صفة الخِلْقة أو صورتها التي تعرف بها بالإزالة أو التبديل، كالوشم وتفليج الأسنان».

وأكدت أن الضابط في تغيير خلق الله المنهي عنه، والذي نص عليه العلماء هو أن يسبب ضررًا لفاعله، وأن يعمل في الجسد عملًا يُغير من خلقته تغييرًا دائمًا باقيًا، كالوشم وتفليج الأسنان ووشرها، أما إذا خلا من ذلك فلا يعد تغييرًا لخلق الله.

وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير: «وليس من تغيير خلق الله التصرف في المخلوقات بما أذن الله فيه كتقليم الأظفار، لفائدة تيسير العمل بالأيدي، وكذلك ثقب الآذان للنساء لوضع الأقراط والتزين».

وتابع: «وأما ما ورد في السنة من لعن الواصلات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، فمما أشكل تأويله، وأحسب تأويله أن الغرض منه النهي عن سمات كانت تعد من سمات المشركات، وإلا فلو فرضنا هذه منهيًّا عنها لما بلغ النهي إلى حد لعن فاعلات ذلك، وملاك الأمر أن تغيير خلق الله إنما يكون إثمًا إذا كان فيه حظٌّ من طاعة الشيطان، بأن يجعل علامة لنحلة شيطانية، كما هو سياق الآية واتصال الحديث بها».

قوله تعالى «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن»

وفي سياق آخر، أكد مفتي الديار المصرية أنه حينما أمرَ الشرع الشريف بالزواج ورغَّبَ فيه، فقد قصدَ به الاستخلاف والإعمار، وأرادَ له الاستمرار، ولذلك أقامَ الشرعُ الشريف أساس هذه العلاقةِ على المودة والرحمة وحُسْن العِشْرة.

واستشهد على ذلك بقوله تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)، وقوله سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

وأضاف «علام» أن الشرع أباح أمور معينة للزوجين بما يضمن لهما العفاف والكفاف، وجعل حقَّ المرأة في ذلك كحقِّ الرجل، واستشهد بقول الله عز وجل (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ).

وتابع مفتي الديار المصرية: «أوضح الإمام الفخر الرازي في «مفاتيح الغيب» في بيان وجوه تشبيه الزوجين باللباس في الآية الكريمة، أنما سمي الزوجان لباسًا ليستر كل واحد منهما صاحبه عما لا يحل، وأن الله تعالى جعل الزوجة لباسًا للرجل، من حيث إنه يخصها بنفسه، كما يخص لباسه بنفسه، ويحتمل أن يكون المراد ستره بها عن جميع المفاسد التي تقع في البيت، لو لم تكن المرأة حاضرة، كما يستتر الإنسان بلباسه عن الحر والبرد وكثير من المضار».

search